بنشاب : لميزان إنصاف ولد الغزواني كفتان إحداهما حفرة عميقة من الظلم المجلفن، مظلمة، ساخنة، يابسة، تشوي وجوه المساكين و تحول قلوب الأحرار إلى صهارة من حميم، و يأس، و خيبة، و قنوط، تتقاطر على آثار الهاربين من جحيم القمع و الحرمان في محطات اللجوء و النزوح خلف البحار والأنهار و الأقمار من قمم الشرق إلى سفوح الغرب، ولتلك الكفة أبواب بعدد رؤوس نظام التكميم و الاستهداف، تتوزع عليها رموز الانتقام و التآمر و الغدر و الخيانة.
أما الكفة الأخرى فقطوفها دانية من المفسدين، وكؤوسها دهاقا للحاقدين، وأنهارها هادرة للمخربين، وعيونها جارية للخانعين.. لا يكدر صفوها تفتيش و لا تحقيق، و لا تحرك أجراسها أنفاس الغيورين على حقوق المحرومين، تداعب حوافها بريش التخدير و التسويف و التأجيل، وتظلها غيمات الخضوع و الارتهان و التملق و التزلف.
فالأولى مقام للشعب ودار قرار للمهمشين المغبونين، والثانية فضاء ترفيهي للفاشلين الناهبين الجبناء الغادرين..
ومضت المأمورية أرجوحة بحافتين إحداهما تحمل أقلية برجوازية تنعم بنسائم البذخ والأخرى مسننة بالحيف تقطع رقاب المحتاجين وتركع نواصي الطامحين، حاجبة شمس المستقبل بأستار الظلام عن عيون بؤساء الشعب المسكين.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر
(2).JPG)
