حاول رئيس المحكمة في الجلسة قبل الأخيرة تحفيز الرئيس السابق ليجيب اللفيف بكل الطرق غير المباشرة فسحبه الأخيرُ سحبا ثم حشره حشْراً في زاوية الأمر الجازم أو صرف النظر والتجاوز كما يصرف نظره ويتجاوز دائما ؛ ثم حاول اللفيفُ فرادى وجماعات بإيعازات إلى رئيس الجلسة تارة والتهديد باعتبار الصمت إقرارً تارة والتحدي والاستفزاز وحتى الاستعطاف والاستجداء فطرحوا خلال اليومين الأخيرين ما يقارب مئة سؤال وسؤال لم يجب أيّا منها ؛ بل علق على خمسة منها : ١ شغّل الميكرو وقال مغالطات ثم أطفأه ، ٢ في محاولة أخيرة لرئيس المحكمة أن يصيغ سؤال أحدهم بطريقة تُغري الرئيس بالإجابة لكنه قاطعه قبل إنهاء تعديله أنه لن يجيب أيا كانت صياغة السؤال ، ٣ سأله أحدهم عن طريق مُوِّلت ولم تُنجز وأنها لا تزال "دَرْگْ أحمر" فسأله الرئيس إن كان يقصد جسر الحي الساكن وليس السؤالُ بجواب ! ٤ قال لأحدهم أن يُحسن من صوته عله يجيب فرد أنه سيحاول ما استطاع ، وبعد اجتهاد مثير للشفقة لم يجبه ؛ ثم قال لآخر أن يمرر بِتُؤْدة ما أملي عليه لكنه لن يجيبه ؛ ثم كانت الخامسة هي القاضية إذ سأله آخِرهم عن بعض الأموال ( المنهوبة ) فظننا الرئيس يسأل عن الساعة بالإشارة فأعادها مرارا حتى تخيلنا أنه يطلب إحضار ساعته فإذا به يسخر من السائل الذي قد تلقى رشوة عبارة عن ساعة من أحد مهربي المخدرات أُقيل على إثرها من القضاء ثم التحق بمُحاماة قادته للفيف ثم للطرف المدني وأطراف أخرى !!
أفلا يعلم هؤلاء أنهم يحاولون تغيير موقف من أغرته السعودية بأموالها للمشاركة في حرب شارك فيها أكثر العرب راغبين وراهبين وصاغرين وصاح أكثر العلماء أنها جهاد فلم يستجب ، ثم ضغطت عليه فرنسا بقوتها ليلتحق بحرب أخرى ليست من الأولى ببعيد فأبى ، ثم إن الغرب وإسرائيل تشبثوا بقوتهم ومالهم معا بسفارة لا ناقة للرئيس السابق فيها ولا جمل في أرض المنارة والرباط وهو في أمس الحاجة إليهما معنويا وسياسيا لكنه طرد الدبلوماسيين طردا وجرف المبنى جرفا في رابعة النهار ! ولما تمكن إذا بِحظ النفس والشيطان والمال والجاه والسلطان والبرلمانيين والرموز والشعب بأسره يترجونه أن يُغير موقفه من المأمورية الثالثة فلم يتزحزح ؛ وقد عيي النظام لإيجاد صلح معه أيَّ صلحٍ ! بعد فشله في استهدافه مذ ترجل لكنه لم يهادن ! وسيعلم النظام والمحيطون به أن مواقف الرجل مُجرد صفة واحدة من صفات كثيرة يختلف فيها السلف عن الخلف !!