كي يتسنى للجسم الوطني ان يتمدد ...

أحد, 04/06/2023 - 14:30
الإعلامي /سيدي عيلال

بنشاب : لكل عملية سياسية ضحايا و لا أقول خاسرين هكذا جرى العرف عندنا وهكذا علمنا قادتنا لأن الديمقراطية عندهم ليست نظاما عالميا للحكم بل هي وسيلة محلية التركيب للكسب و للتحصيل و للتخلص من كل منافس قد يرسخ قيم النظام الديمقراطي المثلى .

لذا تمارس كل المجموعات حظها وبطريقتها وحسب فهمها الخاص لا يوجد استثناء في البلد من بين كل أطيافه  و طبقاته المدنية و العسكرية و الثقافية والعلمية و حتى الدينية بكل طرقها و جماعاتها و زواياها  ومشايخها و اشياخها  .

وهذه الخلطة بكل مكوناتها المتنافسة و المتنافرة هي من كلفها فهمها الخاص و سذاجة و بساطة المجتمع الذي يوفر أهم دعامات استمرارها في الحلبة و استمراره في الحظيرة الهشيم تحت رحمة نخبة أعطت لنفسها حق تحديد الولوج إلى الوطن المفصل بدقة و بدائية على النخبة نفسها و على اكثر فصائلها حظا في مقدراته ،

كلفها فهمها مهمة حماية الجمهورية و نظامها من كل تغيير يحقق أملا و يرسخ قيما للتشارك  او يؤسس لبناء نظام سياسي مدني وفق الحد الأدنى  من مطالب العيش المشترك و المساواة بين مختلف مكونات المجتمع في كنف الدولة الوطنية الحديثة ، فالتخلص من معوقات التآلف و تدعيم الثقة المتبادلة ظلت عناوين تُفتح بها شهية الشعب قبل كل مناسبة سياسية تحتاج إلى مغفلين سذج- مع الأسف - يمنحون النخبة شرعية البقاء و احقية التمثيل و صلاحية التسيير و التدبير و إن شاءت حق التدمير و اضافت صلاحية حق التحييد في الآونة الأخيرة .

إن استمرار عملية فرض خلود الأموات و تحنيط هياكل الموتى و حفظ أفكارهم كمراجع و كثافة الرجوع إليها كلما زاد أنين الضحايا و تعاظمت اخطاء  المسيرين هي أكبر آلة فتك محمي بشعار الجمهورية وهي السد المنيع الواقف في وجه التغيير الناعم و هي آلة الضغط التي تفجر في كل حين غضب المقيمين-- كرها -- داخل دوائر الوطن المحاصرة و المحجوزة لكل الحالمين بوطن يحمي تجمعهم و يؤمن حاضرهم و مستقبلهم و يحقق أحلامهم و يضمد جراحهم و يترجم شرف انتمائهم للوطن و لنظامه.

وعلى حكماء الوطن و قادة رأيه و كل الفاعلين و المساهمين في قراره و المشاركين في تحمل جراحه أن يتجاوزوا كل الأساطير المؤسِسَة للمجتمع فعملية التأسيس  اصبحت واقعا يتطلب توفير الحماية و فتح كل الدوائر امام الجميع و اعتماد معيار الكفاءة والحياد و التخلص من كل معايير الإقصاء و التهميش و الحرمان كي يتسنى للجسم الوطني أن يتمدد في كل الشرائح و إن تجري دماء الوطن في شرايين كل ابنائه حتى يكون الإيخاء هدفا لا مجرد حبر على زاوية ورقة رسمية تحرمها النخبة حق التغلغل في عواطف الكل دون تمييز وبنفس قوة الاندفاع و روح التقبل حتى نصل إلى امكانية الترتيب وفق آلية الكفاءة و الحياد و جدية الرغبة في بناء وطن واحد للكل لا اقتطاع اوطان لكل شريحة او فئة او قبيلة تتسابق لإمتلاك و سائل تدميرها عبر نكاية الجراج وشحن النفوس و الاستهانة بالاخطاء و تعمد صب ألزيت على نار حصاد القحط و اليبس....