حول قرار الطعن القاضي برفض طلب الحرية المؤقتة كتبت المحامية اللبنانية/مرهج...

جمعة, 31/03/2023 - 00:19

بنشاب : #سندريللا_مرهج : عند خروجنا إلى باحة #قصر_عدل #نواكشوط الغربية  بعد رفع جلسة الاستماع من جانب الغرفة الجنائية  بمحكمة الاستئناف، كنّا، لفيف محامي هيئة الدفاع عن الرئيس السابق #محمد_ولد_عبدالعزيز  على يقين أن المحكمة ستصدّق القرار الطعين القاضي برفض طلب الحرية المؤقتة.

منبَع قناعتنا لا يكمن في أداء  المحكمة يوم  الجلسة، الذي أعترف أنّه كان مُحترِفاً. 

رئيسٌ واثق من نفسه ومرتاح مع حالِه، ثقة  يعلوها التواضع المحفوف بالرِفعَة  والاحترام  المنضبط للذات والآخرين. 
حسُّ استماع عالٍ، مع حرصٍ على توزيع عادل لحقّ الكلام  المحفوظ لجميع  المحامين دون مقاطعة، تبادل الادوار والردود وفق حرية طالبيها، أمّا في أواخر  الجلسة فعلى وقعِ انضباط الوقت.
رئيسٌ قاضٍ يحترف بثّ الطاقة الايجابية   في محضَره. يطلق بعض المزاح العَلني غير الخبيث بينه والأعضاء المستشارين تارةً  والمحامين طوراً (لم افهم منه شيئاً باللهجة الحسّانية، ولأن الضحك معدٍ ضحكت  معهم)

مستشارون قضاة منسجمون ومنصِتون، ابتسامات على وجوه الهيئة تنافس لوحة الموناليزا في غموض فهم ما اذا كانت مؤيدة أو معارضة، ولكن بمطلق الاحوال، يبقى الابتسام اكثر هيبة من العبوس. 
 انصات وصمت وتركيز في وقت المرافعات يجمع الجدّية مع خطورة  
القضية ما يطمئن المحامي أنّ كرامته مصانة وفكره يخاطب فكر.    ولا بدّ من ان أبدي إعجابي بمرافعات زملائي العميقة والقيّمة 
والغنية بالمضمون ، والآسِرة بالأسلوب .

أمّا السيد القاضي ممثل النيابة العامة، وعلى الرغم من تحفّظه على الانسجام مع الحاضرين جميعهم، وحتى على النظر اليهم، ومع قسوة مرافعته التي لاقت اعتراضاً على وقائعها ونقاطها، بدا واضحاً أنّه يحمل من قِيم العدالة العميقة والطيبة الاخلاقية الكثير. 
ولا أنسى السيد كاتب الضبط الذي حرص على تدوين كلّ ما يُثار  فتعبتُ من الكتابة عنه  وقدّرت عمله المضني. 
كنّا على يقين انّ استئنافنا سيُرفض لأنّه واضح منذ بدء التوقيف أنّ حرّية الرئيس محمد ولد عبد العزيز قضية أخرى.
٣٠/٣/٢٠٢٣ #موريتانيا 
(في الصورة العميد محمد ولد اشيدو، والزميلين احمد سالم البشير  ومحمد المامي مولاي علي)