بنشاب : كتب *إكس ولد إكس إكرك:*
*لطف الله*
إن الله تعالى ألطف وأرحم من أن يجمع على أهل هذا المنتبذ القصي مصيبتين، غياب الأجهزة الأمنية وتغول الإرهاب.
تصور أن أربعة من أعتى المجرمين من إرهابيي القاعدة يدخل إليهم سلاح في السجن ويغدرون به حرسيا -تقبله الله عنده- ثم يلتقطون سلاحه، ولا يَلقَون أثناء خروجهم بوابة إلكترونية ولا حتي قفلا أصفر من أقفال الصين، ويخرجون ليغدروا بحرسي آخر -تقبله الله عنده- ويأخذون سلاحه ويخرجون نهارا جهارا من السجن ويستولون على سيارة مواطن تحت تهديد السلاح.
ومن هنا يتضح العجر والفشل الأمني لدى الحرس والشرطة والدرك والاستخبارات..
يجوسون خلال دار النعيم، ثم يخرجون منها، وينسقون مع خلية الدعم التي توفر لهم سيارة تويوتا هايلكس غمارتين (GL 2.7 VVT-I 4x4) حديثة الموديل يعمل محركها بالبنزين فهي أسرع من العقبان، معبأة بالسلاح والذخيرة والزاد وكل ما يلزم، يستقلونها ولا يوقفهم إلا تعطل الإطار في (رگبت أدرار) !!
أغلب الظن أنهم قطعوا (آوكار لبكم) أفقيا باتجاه تگانت، ومنها إلى آدرار.
لكن الله علم ضعفنا فتولى أمرنا وكفانا بجوده بأسهم، فتعطل الإطار بعد أن ظلا أسبوعا فارين لم يُسمع لهم رِكز!!
إلى أن قيض الله سائق سيارة نقل عتيقة ليبلغ عنهم، ولولا ذلك الإطار الكفء الذي تعطل فعطل المهمة(ولاأظنه من أطر الترارزة)، لولاه لكان الإرهابيون قد التحقوا بأوكار "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ولكُنا الآن خائفين نترقب (غزوة) جديدة في أي وقت.
كيف يقطعون هذه المسافة دون رصد، أين دوريات الدرك المتحركة بهيئاتها الثلاث في الشرق والوسط والغرب، والمزودة كما تدعي بتجهيزات جديدة عالية الأداء ومتطورة وأنظمة معلوماتية ووسائل اتصال حديثة ؟!
أين دوريات الطيران التي ينبغي أن تتحرك بالتوازي مع دوريات الدرك ؟!
الله المستعان
*وبما أن الشيء بالشيء يذكر*
حدث *أحمد سالم ولد شيخ لعبِيد* - رحمه الله - وهو من احراطين أهل (ابّاه الشريف) الشرفاء الصعيديين قال:
ذات مرة في "توجنين"، وأنا أقود سيارة (هايلكس)، وكنت حينها أقوم ببناء منزل، وبينما أنا أتجول في أزقة المدينة إذ استوقفني جاري (وهو رجل فاضل من (مشظوف تمبدغه)، وهو تاجر مواشٍ في (مَربط توجنين)، وطلب مني أن أساعده في تعقب (ازوايلْ) ضلوا من قطيعه في الجهة الجنوبية الشرقية من منطقة (دبيْ)، فاستجبتُ لطلبه وسرنا ذلك الضحى في الاتجاه المطلوب، وطال بنا البحث حتى الزوال، صلينا الظهر واسترحنا قليلا، ثم واصلنا مهمة البحث (اِدْيارَ)
وبينما نحن نسير في منطقة (العرية)، إذ أبصرنا من حيث لم نكن نتوقع سيارة مظللا فوقها برداء أو شِبهه، وبينما نحن نتساءل فيما بيننا عن أمرها، إذ تحركتْ في اتجاهنا بسرعة البرق و اعترضتنا و أرغمتنا على التوقف، ونزل منها بسرعة رجلان مسلحان و شَهَرا في وجهنا السلاح و أمَرانا بالاستلقاء على ظهرينا في حوض السيارة ففعلنا .
كان ذلك وقت صلاة العصر تقريبا .. فجأة خاطب مرافقي - رجل مشظوف - أحد الرجلين قائلا: آنَ انِّ ما اعرفتكْ ؟! انتَ أمّالك محمد الأمين ولد امْبالَّه ؟!
فاستغرب المَسؤول وقال: والله امنينْ تعرفنِ؟
قال له صاحبي رجل مشظوف: في تمبدغه ووالدتك عادِ بيهَ مالُ ياسر فم .. فأعاد عليه السؤال: اشحالهَا أياك لا باس عليها ؟
فطمأنه صاحبي على حالها !!
ومن هنا انطلق بينهما الحديث، قال له ولد امبالَّه: هل تدلنا على طريق يوصلنا مباشرة إلى نواكشوط غير طريق الأمل ؟
فقال له: نعم هنالك طريق (أهل لحموم) الذي يدخلك مباشرة إلى حي الرياض وهو قريب منا و أراهُ إياهُ ..
قال ولد امبالَّه لصاحبي رجل مشظوف بالحسانية: وَهايْ امشِ امعانَ اتروح للجنة!
وخاضا في حديث مقتضب اعتذر فيه صاحبي عن مرافقتهما إلى الجنة.
وأثناء ذلك الحديث طمأننا ولد امبالَّه أننا لن نلقى منهما أيَ أذًى.
وكل ذلك الحديثُ و الراوي أحمد سالم ولد شيخ لعبيْدْ رحمه الله مستلق على قفاه في حوض السيارة يردد خفية الهيللة..
و بعد برهة لاحظنا أن رفيق ولد امبالَّه الجزائري غير راض عن ذلك الحوار ولكن يبدو أن ولد امبالَّه هو أمير الفريق، ولكن بعد تبادل سريع للحوار انزوى خلاله الرجلان جانبًا عادا إلينا بوجه آخر و فاجأنا ولد امبالَّه بأنهما سيقتلوننا !
عندئذ قال صاحبي رجل مشظوف وكان شجاعا رابط الجأش، قال لولد امبالَّه: ألم تعطنا العهد في البداية بالأمان؟!
وذكره بمكانة العهد في الإسلام، و يبدو أنه تراجع عن قراره رغم إلحاح شديد من رفيقه الجزائري الذي ألحّ على قتلنا حتى لا نبلغ عنها، ولكنه ثبت على موقفه، و أطلقا سراحنا و انطلقنا مغربين في اتجاه طريق (أهل لحمومْ). وعندئذ حمدنا الله على النجاة و انطلقنا مسرعين تركنا موضوع سيارتنا لأننا لا نتذكر مكانها، كما أننا ابتعدنا كثيرا عن المكان، وكان الليل قد بدأ يُرخي سدوله، وحسب النجوم تبينت لنا الجهات، وكان هدفنا الوصول بأسرع ما يمكن إلى طريق الأمل، فسرنا عدة أميال باتجاه الشمال.
وبينما نحن نغذ السير إذا بضوء سيارة تسير مسرعة في اتجاهنا فتيقنا عندئذ أن الأمير ربما يكون اقتنع برأي رفيقه الجزائري وعاد لتنفيذه، وعندئذ قيض الله لنا شجيرات تكفي كثافتها لإخفائنا فاحتمينا بها من ضوء السيارة القادمة التي كثفتْ البحث وتمشيط المكان، ثم استعادت طريقها في اتجاه العاصمة عبر الطريق المذكور .
ولما تبينا أن الخطر قد زال، يقول الرواي أحمد سالم ولد شيخ لعبيد رحمه الله: واصلت أنا ورفيقي رجل مشظوف سيرنا مجدين صوبَ طريق الأمل وهنالك صادفنا نقطة تفتيش من الدرك فروينا لهم تفاصيل ذلك الكابوس المرعب الذي عشناهُ..
و كانت تلك نقطة البداية التي أدت إلى ترصّد السيارة وتفجيرها في حي الرياض من قبل وحدة بقيادة المقدم شيخنا ولد القطب من الحرس الرئاسي.
في الحادثة الأولى تعطل الإطار وجاء السائق من أقصى المدينة يسعى ليبلغ الدرك !!
وفي الثانية اعتقل رجلان ليطلقا ويُبلغا الدرك
فسبحان ربي ما أقدره وألطفه.
في حادثة الرياض لم ينخدع الرئيس محمد ولد عبد العزير لأنه يعرف أن الجيش لا دور له في كشف السيارة المفخخة المتجهة إلى الرئاسة لمهاجمتها، لكنه نجح في تفجيرها بقذيفة آربي جي.
أما في حادثة فرار السلفيين فإنهم يخدعون الرئيس محمد ولد الغزواني ويوهمونه بأن قوتنا المسلحة وقوات أمننا الباسلة كانت جاهزة للتصدي للإرهاب وقضت على السلفيين بفعل يقظتها وجاهزيتها !!
إنهم يبيعونه الوهم، إنهم يخدعونه (يَعطِيهم إگريْوِيظَه).
كامل الود