بنشاب: ...آه يا سيدي...والله لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا، ما كنا دعمناك، ولا أمعنَّا في دعمك، ولكن الغيب علم استأثر به المولى عز وجل، فلا يطلع على غيبه إلا من ارتضى،وشاء له ذلك ...
قد نتجرع بمرارة وألم توقف عجلة التنمية والبناء،، وانتكاسة المكتسبات الديمقراطية، فذاك توفيق من الله يمن به على من يشاء، فينصر هذا، أويخذل هذا، ولكن بعد بذل الجهد اللازم والضروري لذلك ...
لكننا لا نستطيع أن نقبل أو نتقبل ذلك الإمعان والتمادي في التركيز والاعتماد على المحبطين والمفسدين والمتملقين -الذين كنت معهم وتعرفهم كما تعرف بنانك - أولئك الذين عاثوا في الأرض فسادا، وما جلبوا -لك ولا لنا - غير أربع عجاف، يترنح فيها الوطن بين القدور والتنور، فلا مشروعا نُفذ، ولا تعهدا أنجز، ومبلغ الجهد، أن نبقى في مطاردة عقيمة وإهانة دنيئة لأبرياء، لا ذنب لهم غيرما عملوا من صالح يشهده المنافقون قبل غيرهم، كل ذلك ابتغاء كسب ود خصومهم الظالمين، ولتقيم في هذه البئة الرديئة دولةٓ انتقام، عاطلة عن الفعل والتفعيل، حتى يغدو أملنا كله، وهمنا الوحيد، هو الدعاء ألَّا نكون دولة الأحمقين!...
كتبت هذه الخاطرة وأنا أتذكر خطاب فاتح مارس، الذي خسرت رهانه، فكأني قد اشتريت حصانا، لكنه ميت كما قال الشاب المغرور لأهله وهم يرجونه ويستبشرون به " آن أشريتْ أفرسْ غير ميته)...
صحيح أن تركيزكم على ملف العشرية قد شغلكم عن المشاريع النهضوية، الملف الذي يطالب فيه المنافقون باسترجاع 41 مليارا للخزينة، ومن أجل ذلك، عطلوا العمل واستهلكوا 3000 مليارا في السنوات الثلاث الأولى، ومازال الاستهلاك متواصلا وآخره اجتماع الوزراء في الداخل، حيث يتعطل العمل ثلاثة أيام باستهلاكها ومصروفها وكرنفالاتها ...
سيدي الرئيس، السفيه من لا يتعظ، عليك أن تعترف للشعب بالحقيقة وتصارح الشعب بها في مكاشفة واضحة وصريحة، تليق بك وبالمكانة التي بوأكها الشعب، لتخرج من المستنقع والوحل الذي جعلك فيه رهط المنافقين والمفسدين.
(2).JPG)
