الحقوقي الصوفي، كغاندي ، ابرز ((المقاومة السلبية )) فلم يحمل مسدسا و حتى لم يوزع فوكالا ولم يضرب احدا بعصا ولم يلق حجرا ، ولم يشترك فى مظاهرة او يحرض على التجمهر وكان يقف فى صف الموالاة المعارض للرئيس السابق....ومع ذلك فقد كان(( سيادة)) القانون بإنتظاره ليلقى به فى بئر الموت دون سبب وسبب لا تزال مجاهيل معادلته معلقة فى الهواء الملوث.. والمفترض أن دولة (( الديمقراطية)) والمؤسسات تحمى اصحابها قبل اصحاب الرأي الآخر الذى يسمى فى القاموس السياسي بالمعارضة. لقد هتك الصوفي ورقة التوت.
#و الصوفي المغدور يريد أن يقول للذين ازعجتهم تصريحاته لدرجة اليأس أحيانا ، و الاقدام على القمع احيانا اخرى وأحيانا درجة القتل، : لقد أقتدتم وقتلتم الذين قالوا الحقيقة المرة ولم تنتبهوا للذين لم يكتبوا . لقد اكتسب الصمت فى لحظة بلاغة اخطر من الكلام.
# والصوفى المغدور يريد أن يقول ايضا: نحن جيل الحاضر والمستقبل فأحذروا .. لأن الذين تكلموا وقتلوا غدرا صوتهم سيظل اقوى وان لم يكن مسموعا . إن صوت الصمت هو الذى يدفع إلى أن يضع الشارع نظارته السوداء فى لحظة عابرة ويهرول حيث يكون هو الصوت الغالب .
# والصوفى المغدور يريد أن يقول : إن اصوات الاعلام الاجير ليس أكثر من دخان فى الهواء .. أو ملهى راقصة .. وأنه لما راح الى الشرطة أحس بالوجع فى العمق وأفراح السيرك مقامة حول أسياد قاتليه .. وحين وقف بقدميه العاريتين فوق نصل السكين انما كان يكثف بشجاعة فى شخصه المفرد عذابات جيل لا يريد له أن يضيع أو أن يفقد نفسه .. فهو عنف الرياح التى تطيح بالأعواد الهشة .
وإذا كان لكل بلد تقاليده فى الاحتجاج فإن قتل الصوفى مغدورا هو الولادة الجديدة والجنين الواعد لا يقل مدلوله عن احتراق راهب بوذي بنار أشعلها بنفسه..
# ستظل هذه الجريمة وشمة عار على جبين هذا النظام.. كوشم تنين على صدر بحار.. كلعنة ابدية لآلهة الانتقام وسيجد نفسه أمام ظواهر جديدة إن لم يتمكن من تفسير ماحدث وما حدث أكثر من مرات عديدة.. وسيلامس بكلتا يديه نهاية الطريق المسدود.. أي حين يجد نفسه أمام النهاية بكل معانيها وابعادها.. فهو عاجز ولا يستطيع الوفاء للشعب بالوعود ولا حتى مواجهته. والطريق المسدود هو انعدام القدرة الكلي لجهاز السلطة عن الحركة وليس وجود ولد عبد العزيز فى السجن وما يعانيه إلا دليلا على أن القوم لا مرجعية ولا اخلاق ولا فكر ولا حتى بين البين..