بنشاب :كتبت الماجدة عزيزة البرناوي...: ""في كل ذكرى من هذه المأمورية مأساة و موت و إهمال واغتيال أمل أو روح.. ألف فاجعة وفاجعة مرت علينا و النظام يُقلع بنا نحو القاع ..
رحم الله الشعب الموريتاني فقد سقطت غالبيته ضحايا انهيار جرف سحيق…!""
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر
*تغريدة الذكرى*:
ينجو واحد فقط من بين كل ثمانية أشخاص، من أحكام الاعدام الجماعية التي يصدرها النظام الحالي و يسوقها إعلامه الإمعي الفاشل.
في نجاة المنقب عبرة و حقيقة و رمزية، لمن يرغب في فك شفرات بوابة كماشة العذاب التي تحكمنا منذ 2019.
*_تتلخص العبرة في حتمية الخروج من ركام الاستبداد إذا تمسكنا بالأمل و رفضنا الاستسلام: فحسب تصريحات بعض المنقبين كان الناجي الوحيد حفظه الله وشفاه يحاول إرسال إشارات من تحت الأنقاض، يشد الحبل.. يشغل الجهاز و يطفئه، وهذا بالضبط ما يقوم به الأحرار القلائل من هذا الشعب، فمنهم من يصرخ من داخل سجون الظلم و منهم من يرسل الإشارات من تحت ركام النسيان، منهم من أوصل صوته عبر صفحته و منهم من أوصله عبر الصوتيات و المقابلات و المسيرات، و آخرون مبثوثون في الأرض يسابقون عقارب العمر، للحصول على لقمة عيشهم اليومي.. في صبر أولائك و بؤس ملامحهم ألف استنهاض ورسالة.
*_أما الحقيقة المؤلمة فهي ارتهان فخامة الرئيس لأوامر المحيطين به وتنفيذه لاستشاراتهم و اقتراحاتهم، بثقة عمياء دون تحليه بروح المسؤولية التي يفرضها عليه منصبه الحساس و المهم.
كذلك حقيقة عدم صرامته وتهاونه مع أعوانه، حتى أمنوا عقابه و اعتادوا غضبه الصامت، فعبثوا بالدولة و استهتروا بأرواح الشعب و مصالحه، بوجوه مكشوفة و أياد صلبة..
تصوروا مثلا مدى استهانتهم به! حتى وصل بهم الأمر درجة تقديم معلومات مغلوطة للرئاسة عن حادث خطير و في ظروف حساسة، ليغرد الرئيس _الحالم أو الحليم لا فرق في النتيجة_بما ورده و يصدر حكما بالموت على مواطنيه، في الوقت الذي كانت آمال الضحايا معلقة على قراراته و مباشرته للنبش عنهم ووقوفه بشكل شخصي على خندقهم حتى ينقذ منهم من كانوا قابلين للنجاة..
لكن ركض فخامته في الاتجاه المعاكس، و سارع في إنقاذ مناصب معاونيه من انهيار مملكاتهم المالية، وحماية وجه نظامه من لكمات الحقيقة و لسعات الواقع، بتغريدته التي أطفأت نار الحماس لدى المنقذين المحتملين، و قتلت _بسيف مثلم_الأمل في نجاة الضحايا.
*_ كانت الرمزية في تجسد القيم الجميلة لمجتمعنا، قيم التكاتف و تجسيد الوحدة الوطنية بعفوية بعيدا عن مستنقعات السياسة و الحقوقية الكاذبة، إذ أجمع المنقبون وأصروا حين لاحظوا تكاسل الجهات المعنية عن إنقاذ زملائهم حتى لو كلفهم ذلك أرواحهم، وقفوا وقفة رجل واحد وجلسوا الكرفساء في ليال شتوية قاسية، مشكلين لوحات بشرية بائسة.. احتجاج و تعبير عفوي موجع، في صورهم الحزينة تلك نرى وجه الوطن المصلوب!
*قيم الوفاء و الشهامة: فخامة الرئيس، إنهم رجال يمضغون الحجارة بأظافرهم.. يحفرون القبور بأحلامهم.. يعرون صدورهم لسهام الموت ويصرخون في وجوه أشباحها بعيون مشتعلة.. يهجرون مضاجعهم الدافئة و يلقون بأطفالهم الرضع ونسائهم الفاتنات في أعرشة مفتوحة، يتخذها المجرمون مسارح لجرائمهم.. ولا يكترثون و لا يترددون، قوم غامروا بكل شيء كما ترى حتى بحياتهم و مع ذلك رفضوا التخلي عن أصدقائهم و لم يضحوا ببصيص الأمل في إخراجهم من ضائقتهم..
كانوا رغم قساوة الظروف التي أنجبتهم أكثر رحمة بأصدقائهم وأكثر وفاء لمن تقاسموا معهم كسرة الرغيف مدة أشهر قليلة من كثيرين تقلبوا على أسرة الحرير بفضل أشخاص انتخبوهم أو آخرين دامت صداقتهم بهم لعقود من الزمن..
قال تعالى:
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة 74 صدق الله العظيم