بنساب : هل يمكن اطلاق كلمة السقوط على ما جرى ويجرى على الصعيد السياسي والاجتماعى والاقتصادى والأمنى، منذ مجيء غزواى إلى كرسي الرئاسة ؟
لو تناولنا الاقتصاد مثلا.، هل يمكن أن نقول أن الدولة سقطت اقتصاديا ؟ ولو تناولنا الأمن و الفكر السياسي والقيم الاجتماعية..هل كل ذلك سقط ؟
ماهو السقوط ؟
هذا هو سؤال الأسئلة فى أي بحث جاد يستهدف توصيف ما جرى خلال حكم الرئيس الحالى.
وهو سؤال ليس تاريخى ، ولكنه سؤالا طارئا.. فمنذ سقوط الدولة والسؤال له تاريخ قبلي فى نهضتنا وسقوطنا على السواء.
إن سقوط (( نظام)) ولد عبد العزيز كان سقوطا شاملا للحلم الجماهيري ومن ثم أقترن هذا السقوط بالفشل للنظام الحالى .. فكان نصيب موريتانيا هو الانطواء والعزلة ونصيب ولد عبد العزيز- رمز النهضة- هو السجن . وكان نصيب التعليم هو التقلص والضمور لدرجة تقارب التلاشي. والأهم أن موريتانيا ذاتها التى ما كادت تفيق من هيمنة الأنظمة السابقة حتى سقطت فى براثين المفسدين بدءا من رجوع بارونات الإفك وانتهاءا بالديون المروعة والحالة المعيشية المزرية !
ولكن هذا السقوط لم ينفصل لحظة واحدة عن مقدمات بشائر الثورة ..لأن مايجرى الآن ، اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وقضائيا هو سقوط "طبقة عابرة " حاكمة من مجموعة من الهواة والعبثيين وليست اصيلة فى تكوين المجتمع ، ..هو سقوط " نظام طارئ" وليس عنصرا أصيلا . فالوجه الآخر لهذا الشعب ، هي تلك التى نهضت وانجزت وخرجت .. ثم اضطرت الطبقة الطفيلية واشرارها وباروناتها والنظام إلى التعرى من ورق التوت الديمقراطية، فبانت عور الحقد الدفين على الملأ وفى وضوح الشمس .. فسقطت من عيون الناس قبل أن تسقط من فوق كراسي الحكم ، أما الرئيس السابق -وان كان خلف القضبان - فسينهض علنا وتحت الأرض من قبل أن تصل نهضته إلى سلطة الحكم .
انظروا الى وجهي العملة ، لتعرفوا أن الرجل لم يسقط وان سقط العابرون.