رجل تمرس بمهام وظيفته ، عمل في المجال الوظيفى منذ سنوات وسنوات، يترأس أهم وزارة فى الوطن من حيث التمكن ، وحقق نيابة عن رئيسه انجازات لا ترى بالعين المجردة .. ريما يرتقى به " الطموح" إلى الجلوس على كرسي الرئاسة !.. ولم لا..؟
مسؤول يملك هذه «الصفات»، كيف له أن ينحدر الى أسفل الدرك ليتفوه بكلام لا مسؤول ويرد على اتهامات الرئيس السابق وهو بين كماشته !
هل هو فى خريف العمر كي يهذي بكلام مثير للاشمئزاز دفاعا عن نفسه ؟ ماذا تراه فاعل غير الصمت اتجاه شخص أدّبه بطريقة صريحة وذكره بالوقائع و الأحداث ؟ فهل له الجرأة ليوبخه أو ينذره علنا بينما فى السر يتلاعب بملفاته القضائية .. !
لقد ارتفع ولد عبد العزيز قليلا من مستنقع الصمت ولكنه لا يزال صامتا ولو انه تحرر قليلا من القيود والاغلال -التى تحول بينه وبين الأبعاد المختلفة التى كان يمكن أن يصل اليها - لكان قد أوصل القوم إلى درجة الضياع والانسحاق . هل أكتسبنا الحرية لنمارس بها حوار الطرشان؟.. وانت حتى لو كتمت الحقيقة فمصيرك السجن .. والديكتاتورية هي فخر الانظمة القمعية .. يستريحون على أريكتهم وينظرون لنتائج سنوات من التدجين والترويض والفساد تفرخ اشباها لهم على طول الخط..
الاعلام الأجير لم يدخل فى التفاصيل وراح لنذالته مواصلا تشويه صورة الرئيس السابق .. مع أن السؤال المطروح كيف لرئيس سابق أن يدلي بتصريح مشين يمس شخصا يقال بأنه هو الرئيس .. وهذا الرئيس سياسي متمكن من منظور كتاب القشور ! ..اذن هل مادفع ولد عبد العزيز هي لوثة الغرور والعناد عند غروب مشوار طويل؟ أم أنه يرى أن الرجل يخفي حرصه على تأمين خلافته للرئاسة أو أنه سيكون له دور لاختيار الرجل المناسب ولا يترك الامور تسير على هوى لآخرين تماما كما يفعل الآن ..
ستبقى تصريحات ولد عبد العزيز كرة غير طائشة من شخص لم يمارس " النفاق" في حياته لكن لا يمكن أن نجردها من نفاق يمارسه السياسيون على وجه الخصوص كرياضة يومية ترتقي الى الوطنية! . النفاق يتضح ببساطة شديدة في التعامل بمكيالين فمن كان رئيسا أو صاحب نفوذ يردد المنافقون اسمه .. لم يكن هناك أي داع لوقاحة الاعلام الاجير ولا بعض المسؤولين السابقين والوزراء الحاليين.. فالنفاق أشد فتكا من العنصرية لقد نسوا أو تناسوا أن أن ولد عبد العزيز هو الأسطورة الرجل الذي علمهم أدب السياسة وفنونها بمفردات راقية وعلى المباشر..والفرق شاسع بين أدب القلة وقلة الأدب !
إن الفجوة فى تاريخنا الآن بين السقوط وغيبة الأمل وسجن ولد عبد العزيز لن يسد الفراغ الأسود ولن يملأه يوما.. ، بل سيزيد ذلك من تفاعل الثوابت والمتغيرات نحو المجهول . غير أن هذا كله فى العالم المتخلف - دون مجاز انشائي- ليس ضد التاريخ.. فأقرأوا التاريخ أولا....
Elghady Moulaye Ahmed