بنشاب : رتب فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني ضمادا لكبرياء خطط نظامه لإزاحة ولد عبد العزيز عن الساحة السياسية، وقد كسرت استقبالات انواذيبو الحاشدة أنف ذلك المخطط الأجدع بوحشية.
كان استقبال الرابعة فجرا على طريق مطار أم التونسي، بروفة لدواعي الدعم النفسي، بعد صرخات شبابية قرعت للأسف طبلة أذن فخامته بقوة مزعجة، ظلت جدران التهدئة السياسية تردد صداها بتنغيم مستفز طوال رحلة التكريمات الحائرة..!
حطت الطائرة الرئاسية على أرض الوطن حيث شدت طائرة الإقلاع أحزمتها ولم تزود بكيروسين التنفيذ، يقطع مسؤول الخلوة الذهنية ببشارة تزلفية: ( فخامة الرئيس لقد خرج شعبك على الطرقات للتضامن معك و الاحتفال بالجوائز الذهبية و الكؤوس البلاستيكية والمجد العظيم الذي حصدتموه بفضل حكمتكم و رشد حكامتكم)، بابتسامة فاحصة لما وراء الجمل من تاريخ سياسي حربائي لكل من حكموا البلد، رد الرئيس و هو يحث الخطى نحو الجماهير، يتردد في ذهنه تساؤل حول حقيقية التجمهر، وتفاؤل بأن يرى وجوها صادقة تتهلل لرؤيته، كالتي هربت من خيام والي إينشيري عند امحيجرات لتحية الرئيس السابق!
وتذكر فخامته ما لقيه ولد عبد العزيز أثناء زيارته للعاصمة الاقتصادية من ترحيب شعبي حار، وبدأت أصوات أخرى بالعزف في أذنه، مالذي يمكنه إيقاف هذا الرجل؟! صاح مناصر في وجه الرئيس: " راعي رئيسنا اللِّي حرامْ أصَّ"! أشاح ذهن الرئيس بوجهه مواصلا العصف وتدبر كلمات رفيق السلاح العنيد، لابد من تقييد ولد عبد العزيز بتحريك ملف العشرية، خطب كبرياء المخطط و هو مرهق! رد ذهن فخامة الرئيس: نعم صدقت و مع ذلك لا بديل عن إعادة تمثيل الجريمة التي ارتكبها سكان نواذيبو حورية الأطلسي المختالة، بموجها الفضي المتكسر على ساقيها خرساوي الأساور.
عمم القصر على رعاياه الموالين، تعليماته الصارمة، بجلب رزم الاحتياط الشعبية وحملها في البر و الجو، لتكسو سوءة قارعة الطريق، من المطار وحتى مشارف الإقامة الرئاسية، و في ذلك التفصيل ركض متسارع خلف سلب ولد عبد العزيز آخر استقبال أسطوري تميز به عن أسلافه من الرؤساء، حيث أمضى ستة ساعات تبحر به سيارته في بحر متلاطم من الشعب تدفق إليه عند مدخل المدينة حتى أوصله مكان إقامته!
لكن في النهاية أبت الصورة أن تطابق سابقتها، فولد عبد العزيز ظل يلوح و يداه ممدودتان بقدر ما حققتا من إنجازات للساكنة، وبصدر يمتلئ _مع كل نفس أخذه في طريقه _فخرا واعتزازا بما مر به من مشاريع ومطارات ومدن نبتت في جبين الواقع وهي موقعة باسمه.
بينما غطى فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني للحظات وجهه بيده، وقد ضاق ذرعا بعجز نظامه ومعاونيه عن تجسيد تعهداته، التي تذكره وجوه المتكدسين على قارعة الطريق بها، يتساءل بريبة عن سبب تخاذل معاونيه و تكاسلهم في تنفيذ برنامجه الانتخابي، رغم تفانيهم في الخدمة ونجاحهم في العمل خلال العشرية! فهم نفس الطاقم!
في الصورة الناطقة يقتصد فخامة الرئيس في إرسال يده للجماهير، يتمنى لو استطاع ضمها إلى صدره، علها تخرج إليه بيضاء من غير زرقة حزب الإنصاف و حرج التعهدات، أو أن يلقيها على بساط الماضي لتلقف ما تحقق من إنجازات خلال العشرية، فينشرح صدر مأموريته، وتحل عقدة من لسان المعارضة السابقة البكماء، عل ذلك يواري أشرعة سفينة ولد عبد العزيز المصرة على قرصنة الواجهة السياسية رغم كل الجهود المبذولة لتغييبه.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر
بقلم الكاتبة/عزيزة البرناوي