هل اثمر المشروع الوطني ... ؟

جمعة, 02/12/2022 - 00:00

بنشاب : الغرض من التـأسيس ان يكتمل البنيان وان ينعم البناة وأحفادهم  بالدفئ والأمان وان يسع البنيان كل نزلائه وحتى العابرين ، فهل واقع  الجمهورية الوطن يدعم ذالك  ؟ وهل واقع حالها قابل لدعمه .... ؟

غبّ التأسيس كان الوطن الحلم قطعا متجاورات من رؤى شتى تتنازعها الصراعات الضمنية ويفتك بها خوف الضعيف من القوي حتى اقتصرت مساهمات البعض على محاذات الاقوياء  وفُسرت المعطيات والحقائق وفق الذوق وحسب الطلب وهي الظاهرة الآخذة في الرجوع وبشكل كاسح في لحظة الوطن وهو يواجه الكوارث الطبيعية والنكسات الصحية وتلاعب المفسدين ، فواقع الحال يحيلك الى ماضِِ تنازعته العواطف والشكوك والخوف المتبادل وبدائية وسائل العمل الجماعي الذي ظل على حاله الى عهد قريب وهو اليوم يتخلص بتدبيرِِ وتقريرِِ من قواه المسيطرة مما حدث قبل الثلاث المنجيات عند البعض المهلكات عند آخرين  .

اننا وبعد انقضاء ازيد من ستين سنة نعيد الصورة الغامقة عن المشهد الوطني عشية استقلاله الخافت الحاضر بتبريرات ضروراته والمُشَكَكِ فيه لارتجالية تقبله وفداحة تناقضه مع ما يرمز اليه عموما من حرية واستقلالية وتميز،ولو اننا ولِجنا الوطن كمواطنين تحت قانون واحد متساوون فعلا لا قولا لكانت بعض القواعد المجتمعية السالبة اندثرت او تجاوزتها الاحداث بهدوء ودون حملات استنزاف وهمية الجهد صفرية النتيجة  غير ان تمسك البعض بمنافع الوضع ما قبل الدولة الوطنية ومحاولاته المستميتة الجمع بين سلبيات النظام العتيق مع ضرورات الوطن الحديث كانت اكبر عوامل النشأة الهجينة للجمهورية القبلية الجهوية الشرائحية الوطنية الحديثة شكلا القديمة ممارسة وعملا ، طبعا باستثناءات قليلة وفي لحظات تُشحن اليوم وتُشوه لأنها حاولت تضميد الجرح النازف دون مجاملة و خارج الأُطر التقليدية التراتبية المزيفة 

فعلا لا يمكن اختيار تأسيسِِ بعينه خصوصا في مجال التحرر والانعتاق ولكن يمكن تطبيق قواعده و نظمه فورا ودون أي تأخير و تمادينا في عدم تطبيق نظامه وقانونه كان السبب الاول في ضعف الإيمان به وكفر بعضنا بحقيقته وعمله ضد قيامه بشكل مقصود او بدون وعي ، وهي الملاحظات المهمة التي انتبهت اليها الارادة السياسية خلال العشرية الماضية وحاولت وقف العمل بها  دون ان تتهم بها فريقا بعينه او تحمله وزرها حتى لا يدخل الوطن في تصفية حسابات جماعية ادخل عليها  مكرها  لاحقا والتي لا يزال يدفع ثمنها  باهظا ، ومالم يتمكن اصحاب القرار من حسم التدخلات الجانبية في صياغة القرار و تحديد الاهداف فستظل كل التعهدات والبرامج تحت رحمة الانتقام السياسي ووفق خطاب الساسة الناقمين على كل مصلح قدم الحلول وفق رؤيته ومنهجه دون   مشاورتهم و دون مجاملة احفاد مجموعات الضغط داخل الجمهورية الذين يطنون انهم يحسنون صنعا .

الحديث عن مساهة الواقع في تدعيم الجمهورية الوطن هو في حد ذاته تحريض على المتحكمين فيه لذالك لا اجد بدا من الاشارة الى ان كل فعل او قول محفوظ في ارشيف الجمهورية والشعب و سيرفع الحظر عن ذالكم الارشيف الهائل المخجل المتناقض الساقط وسيدرك كل الفرقاء ان الاحتماء بالغالبين محدود و صائر الى ضده عما قريب، فالنظام الجمهوري الديمقراطي يفرض نفسه والشعب تمتع بالجرأة و التاريخ المعاصر تتابعت شهاداته وتكشفت اغلب خيوطه  و بعض الشهود صمد و الكل جاهز للتعبير عن وجوده ومتمسك بحقه و منزعج من قهر الجمهورية على واقع مزر ومخيف تُمنع فيه عمدا من تصحيح اسسها و تُحرم من الاعتزاز بلحظاتها المضيئة و تُرغم على التفرج كرها على جهدها وهو يستخدم ضد قيمها وضد مطالبها و ضد تشييعها وتشجيعها على التمسك بقيم دينها وبسيرة نبيها عليه الصلاة والسلام  ....

سيدي عيلال