الوفاء.... و سجلات التاريخ البيضاء...

ثلاثاء, 22/11/2022 - 21:21

بنشاب : كتبت الماجدة عزيزة البرناوي...

لم يغب أبدا عن دروس القيم الانسانية والمبادئ المجتمعية في دساتير مجتمعنا الأصيل، رنين جرس مسؤولية الفرد في تحديد مصيره المعنوي والأخلاقي:  "وَلْ آدَمْ هوَّ گطاعْ صُوگْ رَاصُ" و قد سارت قوانين الكون، بأن تُفتح سجلات التاريخ البيضاء أمام أبناء آدم طرا، و حسب تراتبية جودة معادنهم، و نقاء صلصال عجينة كل منهم، يوقعون أسفل صفحاتهم التاريخية، فإما حصيلة ماجد بمواقفه و تقيده بقيمه، وإما حصيلة عديم قيمة مخل بالمروءة مهمل لكل قيم النبل و الشهامة..

وقد ظلت الصداقة و الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والإنسانية، محطة فارقة في تحديد قيمة الشخص، و لا غرو إن نجح محمد ولد امربيه ولد عابدين في اختبارات الوفاء، وصمد في وجه عواصف الرذالة و الخيانة، لاصقا منكبه بمنكب صديقه، شاهدا على اقتلاع جذور الزيف من حوله، يطعم فم الضياع و الاضمحلال  كل تلك  القشور البشرية التي رافقته وصديقه فخامة الرئيس السابق طوال عقود من الزمن، ليكتشفا معا حقيقة أنها كانت مجرد عقود مصلحة تم فسخها مقابل أول عرض يتقدم به الوهم ضدهما  لمرآة السراب. 

إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ

شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ

#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر