بنشاب : آلمتني كلمات وزير التهذيب المرتجلة، والخارجة عن نطاق المهنية والمسؤولية، وهو يكمل جوانب من شخصيته بجام غضبه واستهزائه بالمدرس بكلمات لا يولي لها بالا، فو الله لو كنت اليوم في القسم، لقدمت استقالتي وتركت التهذيب لتلاعب المتطفلين عليه.
كانت كلمات الوزير جارحة وجاهلة جهلا مركبا لأدبيات التهذيب، وعرضا استعراضيا لا مجال له:
- فالوزير لا يدري أنه يسترضي إنسانا سهاميا لا ندري صحة دعواه، ولا الظروف المتعلقة بها، على حساب آلاف المدرسين الذين يحملون رسالة أسمى من الوزير وتوجيهاته الشكلية، وامرأته وشكواها الخصوصي ...
- والوزير لا يدري أن تحضير الدروس أمر إجباري حسب أدبيات التهذيب، ولا ضير أن يستخدم الهاتف في تحضير الدروس، الشيء الذي يغيب عن التلميذ ووالدته والوزير واستعراضه.
- والوزير لا يدري بالقوانين التي يترتب عليها تعليق الراتب ولا بالطرق الابتدائية لتعليق الراتب، فالمحاسبة والمعاقبة لها إجراءات غير ارتجالية ولا تخضع لمزاج الانفعالات وردود الفعل الحماسية.
- والوزير لا يدري أن المهنية والانضباط يتطلبان سرية الإجراءات وصدورها عبر سلم إداري في شكل قرارات أو مذكرات أو تنبيهات أكثر مسؤولية وأجدر بالاحترام.
-والوزير لا يدري أن حقل التهذيب حقل من الألغام، له معاملاته الخاصة إذا تجاوزنا مرحلة الاحتقان والإحباط والمعاناة، ورسالته رسالة معنوية لا أكثر ولا أقل، فالأمور بالنسبة له رمزية ومعنوية.
- والوزير لا يدري أن التهديد والوعد والوعيد، والجهر بالصوت واستعراض العضلات، ليس في أدبيات الوعي والنضج والعمق والجدية، ولا في المساطر القانونية المعمول بها، وأن ما أخذ بأدب ووقار واحترام ومسحة أخلاقية بادية، لن يؤخذ بردود فعل طفولي.
- والوزير لا يدري أن إصلاح التهذيب لا يكون بزيارات لفصول خاوية وقرارات ارتجالية عند باب مدرسة مهجورة، وتشنج ونرفزة على الحلقة الضعيفة القوية في المجسم التربوي
إن على الوزير أن يعتذر ويختفي، فمثله لا يليق لوزارة التهذيب...
ذ / أحمدو شاش