بنشاب : منصات التواصل الاجتماعي تفرض عليك أن تظهر غاضبا ومداعبا وفرحا وحزينا. ليست مكانا صرفا للمجاملة ولا مضمارا خالصا للكتابة الجادة.
فيها يعبر المعبرون عن خلجات انفسهم وعبراتهم؛ معزين مستذكرين منددين متضامنين.
ولقد وصلني بعض العتب من اناس وقورين يوقرونني؛ لانني أحيانا أستخدم عبارات يرونها خارجة عني ولا تمثلني.
وأنا اوافقهم في ذلك وأعتبر أن لبوس الوقار والأدب جميل ينبغي ان نتحلى به في كل الاوقات وأجل فيهم ذلك العتب.
غير أن من بين معارك الحياة مايستحق الذود عن الحياض؛ ومن بين البشر من يتخلق بخلق البهائم إن قابلته بمايقابل به غيره تمادى في غيه؛ وإن عاملته بما يفهم انتهر وتقاعس.
كما ان الكتابة هي مثل الكلام والإشارة؛ أداة للتواصل وبها قواميس ومفردات إن لم تستخدمها في محلها فرطت في مكنون لفظي.
على هذا الأساس فإن عِصِي اللغة التي نهش بها خلقت لترفع لا لتخفى.
وليعلم الطيبون أنني لست هنا في هذا الفضاء لأعيش ملائكية مزيفة؛ إذ أحزن وأفرح وأجد وألعب وأغضب وأسيء ويساء إلي.
أتجنب التفاهة ما استطعت إلى ذلك سبيلا وأمارس الاختلاف بأدب ما استطعت إلى ذلك سبيلا. لكني بشر حين اكتب وبشر حين أناجي وبشر حين أرد.
ومن غرائب هذا الفضاء أن ينتظر منك غيرك مالا تستطيع فعله او يرفض غيرك منك ما اقتضاه الحال.
فحتى الذين يزعجونني أحبهم لانهم أحيوا موات اللغة لدي؛ وجعلوني أتذوق طعم الاختلاف.
إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا