بنشاب : ما يسميه أنصار ولد الغزواني، بسخرية: "أحاديث تقاعد" هو فعلا كذلك، ففخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، عمل طوال مسيرته المهنية على صناعة الأحداث ببطولة، و قيادة المعارك بجسارة، ينتقي بكل فخر وشرف، فصول مذكراته، وعناوين قصصه أسطورية التركيب و التبويب.
حيث كتب الرجل على وجه الوطن بحبر الإنجازات، ما يجعل من سفر "تعهداتي" _ أسيرة الورق والنسيان _ مجرد نسخة معدلة من حلم گابون ذائع الصيت.
فالذين يتفهون محاضرات الرئيس السابق عن إنجازاته الكثيرة، و يستغربون تصدره للمشهد الإعلامي في كل خطوة تحمله خارج و داخل بيته، يدفعهم _في الواقع _خوفهم من اتساع دائرة شعبيته، و ذعرهم من خطابه المدعم بالأرقام و الإنجازات المغروسة على جادة الواقع.
بالإضافة إلى إدراكهم حقيقة شغور قاطرة قيادة البلد في الوقت الراهن، و خروج الأوضاع عن سكة الصواب نحو قاع الانحطاط و التدهور و التراجع.
ولعل إجابتهم عن تصورهم لكيفية قضاء الرئيس الحالي أيام تقاعده بعد انتهاء دورة تمنياته و تعهداته، و تعليماته الصارمة، وغضباته الصامتة، ستكون أقوى داحض لما تقول أفواههم و تكذبه أفئدتهم!
و يقول المثل الشعبي: (الگَدْ اعْلَ مراكشْ يَبْنِيهْ) وكذلك من أنجز المشاريع العملاقة و نفذ الخطط التطويرية و التنموية الكبيرة، ثم خرج طواعية من الحكم مرفوع الرأس واثق الخطوات، لا غرابة في أن يحاضر عن حصيلته!
كما لا مانع في المستقبل، لمن ملأ الأرض بالتعهدات، والسماء بمليارات الإقلاع، و وزع الظلم بانصاف بين شعبه، عبر تهميشه و تكميمه، و تجويعه برفع الأسعار ، ثم ترجم الإجماع على أرض الواقع طينا مضغوطا، و روثا مشويا، أن يحاضر عن حصيلته تلك!
وقد ضبطت ساعة الكون الأزلية على أن تجعل من يستيقظ فجرا يحدث مساءً عن إنجازاته، بينما يتحدث من يستيقظ عصرا عن أحلام اليقظة ونجوم الظهيرة.. فهل يستوي الذين يعملون و الذين هم فقط يتعهدون ؟!
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر