في مقال معاد النشر و له علاقة بواقع الساعة كتبت الماجدة عزيزة البرناوي : كان غضب سكان أركيز القبضة التي وكزت كذبهم فقضت عليه في ظرف ساعة من ضرب الأقدام على أديم الأرض، احتجاجا على دفنهم أحياءً في قبر فسيح يضيق عليهم بما رحب بين السماء و الأرض، لا ضوء ينفي عنهم ظلام البؤس و لا ماء يرطب أفواههم الجافة و لا فسحة افتراضية يسمح لهم بالتعبير فيها عن ألمهم للترويح عن قلوبهم المحتقنة، قبر لا رحمة في قلب من أحكم إغلاقه عليهم، خرج الاحتجاج عن السيطرة فتخلله تخريب مؤسف، و لا شك أنه أمر متوقع فمتى رميت قذائف النار و سلم منها محيط الهدف؟!
لكن الكافرين بحقوق الإنسان الساحقين رؤوس المواطنين دائمًا ما تأخذهم العزة بالإثم فيبحثون عن سلم خلفي يتسلقون عبره ظهر الحقيقة، لتوجيهها نحو الأدبار فتتناسب مع مصالحهم المتولية يوم الزحف.
ولا بد أن يكون الرئيس السابق أول من يخطر بأذهانهم فهو شماعة فشلهم و سبب كل إخفاقاتهم، لذلك بدأت بوادر تصنيف أحداث أركيز على أنها من فعل أعوانه وأنصاره الذين طالما رددوا في كل مكان وعبر كل منبر بأنهم غير موجودين و بأنه يواجه مصيره وحيدا حتى زوجته وأولاده أشاعوا أنهم تخلوا عنه ومع ذلك لا حرج لديهم في الوقوع في تناقض تكذيب أقوالهم و الخروج اليوم بخلاصة أن آلاف المواطنين الذين خرجوا في أغلبية ولايات الوطن يطالبون بتحسين أوضاعهم المزرية هم فلول النظام السابق وأنصار ولد عبد العزيز!
لا يهم أن يكذبوا مرة و يُكذبوا أنفسهم مرة أخرى! لا مشكلة في ذلك أبدا، فهم لا يستحون و لا يخجلون!
أطوار هذا النظام لم تعد غرابتها تدهش المواطن الذي يعايشها إنما الدهشة حقا تصيب من تساءل حول "عجز القادرين على التمام"، لماذا يمتلكون كل هذه الامكانيات و مفاتيح القوة و مع ذلك يطبقون أفكارا بالية ودعايات بدائية من عصور الأبيض والأسود على شعوب أصبحت أجهزتها الالكترونية ذكية! ويتوقعون انبهارنا و تصديقنا لوصلات السرك التي يقدمون !
فوتوشوب محلي رديء يتوكؤون عليه في إحراقهم زرب الوطن بخشب الفساد المسندة على جدار الإفلاس وبأيادي أركان نظام العشرية الذي يلعنون كل يوم وهم أسمك أعمدته، ثم يقتطعون دخان خيانتهم للشعب ويركبونه على صورة ولد عبد العزيز فتصبح نارهم عارية حارقة، يحفرون بذالك _دون إدراك_عن قمة بركان فشلهم فيبقى شرره جمرا أصلع بلا رماد و لا دخان يصارع الهواء، جحيم صامت في حدقات شعب بلا أعين، اتخذوا من جماجمه فرنا لخبز منفعتهم.
#لأكلهم_الخجل_لو_كانوا_يخجلون