تخلد موريتانيا هذه الايام الذكرى الثالثة لنكبة فاتح اغشت ذكرى تقلد رئيس الجمهورية مقاليد الحكم ، يوم ضاع الوطن بقيادة اكثر من رئس بالنيابة، يوم تداعت زاعامات نخبنا السياسية الفاشلة معارضة وموالاة إلى وأد كلما من شأنه ان ينفع الناس ويمكث في الارض، يوم لبس هؤلاء لبوس الإجماع والأخلاق ومكافحة الفساد علي خناجر النهب والغدر والخيانة وتهاطلوا على منابر الزور بلباس الحق، فانكشفت عوراتهم ولم تعد خطاباتهم التي يقتاتون عليها تغني عنهم من الأمر شئا، يوم حولوا مجرى ثورة التشييد والترشيد بريادة القائد الرمز إلى مجرى التبذير والتديور، فامست وبالا على الاهل والوطن، يوم نفد السماد وضاع الحصاد وتحولت قنوات الري إلى برك آسنة، واستزرع النفاق والرذيلة مكان الطامطم والأرز ، يوم ضاع الشرف وأكلت الحرة من ثديها، يوم انكشف المستور في بناء الجسور وانتهك الدستور وخان البرلمان الأمانة ، يوم صوت النواب على زيادة رواتبهم مرتين في عام الرمادة ومنعوا الأطباء والمعلمين اجماعا من الزيادة ، يوم ارتكبت المجارز غدرا وضاعت دماء المواطنين هدرا ، يوم حشر ابناؤنا خارج الحدود و تم التنكر لهم احترازاً من العدوى وزجر التسلل بالفتوى ، يوم سجن الأحرار بجريمة حب الوطن وأمسى الأمن مثل المناخ ، يوم صاح فينا وزير عدلهم بين قوسين أن عرض رئيس الجمهورية خط أحمر دون غيره من الرؤساء لانه رئيس نقي السلالة ثم أوصى بالصرامة في تطبيق قانون الرموز على بعض المخالفين دون بعض وزاد بوجوب تدريسه إلى جانب العقيدة الاشعرية في محاظرنا العتيقة حتى إشعار جديد، يوم اختفي شبابنا الأوفياء للقضية في دهاليز السجون انتظارا لتكييف التهم ، فقط لأنهم استطاعوا حساب نتيجة تنفيذ الميزانيات على أرض الواقع وكانت صفرا فقرأوها بصوت جهوري مباشرة على مرأى ومسمع من رئيس الجمهورية ثم هتفوا باسم العزيز على أرضية ملعب أحبوه لأنه كان شاهدا على العصر، يوم بدل الحزب الحاكم جلده والتحف الإنصاف رغم الإجحاف في معرض ازياء كرنفال تامشكط المشهود وسوق عكاظها لترتيل خطابات تبرير الفشل، يوم أسدل الستار على آخر مشهد من المسرحية حين انتظر مراهق يغرق قرارا بمد حبل نجاة لأزيد من أربع وعشرين ساعة واحتفلنا لأنه كان قرارا حاسما ومن نوع التدخل السريع .