بنشاب : طالعتُ صباح اليوم صُورًا، تترك انطباعا مُؤلما بأن "انبيكه" منكوبة بمقاييس النَّكبة.
لنَترك الجُهود الرسمية جانبًا، فهي "حِجِّتْ ابْلا اجْميل"، فَعِلَّة وُجود الدولة أصلاً خدمة مُواطنيها وبلا مِنَّة،.. لكن جُهدها منفردة لن يكفي، فماذا عن الجُهد الشعبي المدني؟
أين الأحزاب والمنظَّمات التي نظَّمت وأطَّرت فزعة "روحية" لغزَّة بعد قصفها، وجمعوا لها من الحُلي إلى النَّقد المحلِّي، وترجموه إيثارا وتحويلات سخية؟ .. الأقربون أولى بالمعروف!
أين من نظَّموا هبَّة تحصيل "وطنية" للفريق المنتصر بالفالْ "المرابطون"، ومَوَّلوا تَرَفَ تنقُّلاته ومُعسكراته؟
أين جحافل أصحاب الصَّدريات الصّفراء وبكائيات الصّوتيات، من المتخمين بأموال التَّطوع المُخادع، وتقسيم المُساعدات للحُصول على الهِبات؟
أين رجال أعمال البذخ في المواسم السّياسية؟
تصوروا جميعكم، شيخًا مُنهكًا بالعُمر والجوع أغْرَقَ السَّيل أدوية مرضه المُزمن، تصوَّروا حوامل في الأيام الأخيرة يَلدنَ في المستنقعات، ورُضّع بلا لبن.
تصوروا جُموعًا بلا أغطية ولا أفرشة ولا غذاء ولا ماء نقي،.. يسبحون لحد الخصر مع الأفاعي وهَوامّ الأرض في ماء سيتعفَّن بعد أيَّام قليلة، لترفعهم الأوبئة لعذاباتٍ أعلى.
تخيَّلوا بلدًا بِهلال أحمر ميِّت، وبلا هيئات إغاثة.
أتمنى أن يستيقظ ضمير المجتمع المدني.. هذا وقته، وإلاَّ فهو "مُجتمع دَنِي" .. دني إلين تبرد لخلاگْ.
الصُّوَر من صفحة الأخ إسحاق الفاروق.