بنشاب : وصل الدكتور قيس سعيد خبير القانون الدستوري الى كرسي الرئاسة على اكتاف الشباب التونسي الذي ينضح حيوية وثورة على رتابة و نمطية الهياكل السياسية التقليدية في زفة بهيجة تعانق فيها الطيف السياسي من احزاب وطاقات شعبوية عريضة احبت في الرجل تاريخه المهني النظيف اضافة الى وضوح الرؤية واستقلالية القرار .
الرئس قيس اسعيد الذي وصل الى سدة الحكم كمرشح مستقل يحمل مشروعا واضح المعالم يتسم بالصدق و الواقعية، و يعتمد خطة جرئة لمكافحة الفساد ، وجد نفسه لاول وهلة في مواجهة شرسة مع تلك الاحزاب التي حاولت ان تبسط سيطرتها وان تجعل منه بيدقا تحت الوصاية بوصفه رجلا اعزل حديث العهد بالساحة السياسية لا يمتلك ظهيرا في البرلمان ولكن سرعان ما انفرط العقد وتم الطلاق البتة من زواج متعة رآه قيس سفاحا بواحا لما اكتشف ان احد اركانه هو العيش داخل اسوار حظائرهم، ولأنه باختصار يرفض وسيطا بينه والشعب التونسي، معركة لي الاذرع هي في اوجها بين الطرفين و مما صب الزيت على النار صدمة الرجل التي لم يفق منها بعد والتي كان سببها المباشر هو عشعشة الفساد بشتى اصنافه داخل هذه التنظيمات، وقد بدا الوضع اشد مضاضة على قيس حينما اكتشف ان هذا الفساد لم يقف عند حد السلطة التنفيذية وحاضنتها السياسية بل تعداها ليجر اذياله داخل اروقة المؤسسات التشريعية التونسية فكان رده سريعا وشافيا حين اقدم على سلسلة من الإجراءات الحاسمة على امل الامساك بزمام الامور عله يتلافى من الامر شئيا مما يراه الخصوم انقلابا ويراه قيس اجراء احترازيا يدخل في اطار الترتيبات الضرورية من اجل تطهير الوسط السياسي من الطحالب السامة التي تعيق تربية جيل جديد يحمل عقيدة نظيفة قوامها الوطنية والاخلاق العالية ومن ثم التأسيس لبناء جهاز تشريعي واخر تنفيذي يرتكزان على اسس العطاء والبقاء.
ولعل الرئيس قيس اسعيد اومجنون قصر قرطاج على لسان الخصوم كان قد ادرك جيدا ان مادار في الجارة الجنوبية بين القائد الرمز وهذه التنظيمات العفنة من صولات وجولات كان بداية لصراع بين الحق والباطل من اجل الشعب والوطن وانما يدوراليوم في تونس هو امتداد لتلك المعركة النبيلة بل لايعدو كونه اتساع طبيعي لرقعة النزال.
لقد تعلم قيس اسعيد من مسيرة الرئس الرمز النضالية ان تعطيل البرلمان اولى من تجاوز القانون و استخدامه في تشكيل لجنة برلمانية من خصومه السياسيين، القاسم المشترك بين اعضائها هو انهم في جلهم اصحاب سوابق عدلية و من الطبيعي ان يشاركوا في تلفيق ملف ضده يجانف المهنية والمصداقية، وتعلم قيس ان الغاء الدستور والدعوة الى صياغة دستور جديد يتم الاقتراع عليه من طرف الشعب اولى من ترك الحبل على الغارب لهذه التنظيمات الفاسدة في انتهاكه وتفسيره بما يخدم مصالحهم الضيقة دون اكتراث للمصالح العليا للبلاد وتعلم قيس من تجربة الرئس الرمز ان حل المجلس الاعلى للقضاء وتشكيل مجلس قضاء مؤقت هو الاحوط للاحتتراز من انتهاك حصانته الدستورية لاجل تعيين قطب تضييق عليه لا قطب تحقيق معه ثم منحه العهدة في ملف زور يتجاوز كفاءاته و اختصاصه و تلقيبه بقاضي التحقيقات الكبرى بالرغم كونه لايمتلك من التميز في سيرته الذاتية سوي انه يعشق الوصل من الخصوم ، وتعلم الرئس قيس من تجربة القائد الرمز ان لبس هذه التنظمات لشعار العدالة والديمقراطية مع غيرها من الشعارات الفضفاضة و التعلق بها هي مجرد طعم لاجل الوصول الى اهدافهم البغيضة بل هي اخطر خطب يتهدد العباد والبلاد .ثم تعلم ومن اهم ماتعلم ان الاحتياط في تنقية حراس الاسوارالخلفية لقلاع المواجهة اولى من تعهد الخطوط الامامية بالنسبة لاي قائد.