بنشاب : لم تكن هذه المحاكمة برنامجا سياسيا ، فضلا عن أنها لا توحى بمنهاج نظري تعتمد عليه . وهي تشير بدقة الى غموض الرؤية السياسية لدى الرئيس الحالى ، غموضا تسبب في بلبلة الرأي العام واضطرابه . و قد انتجت الساحة السياسية نظاما يعانى من سكرات التناقض .. ممزق ومتناثر وغائب . ولكن هذا التشويه لا وجود له فى السياسة . وكانت السنوات الماضية من مأموريته، بمثابة لحظات الإحتضار التى عرف فيها تحالفا مع الصهاينة من بوابة الخليح وتحالفا موازيا مع البارونات الهاربين .ولم يكن ذلك الإحتضار وهذا التحالف إلا هدفا نحو محاكمة ولد عبد العزيز .
وفى هذا الجو المشبع بكافة العشوائيات ، اختاروا موقع الأخبار ليكون هو الناشر " الإسلام المتأسلم" بعدما فقد تقدمى مصداقيتة إلى الأبد ، ليملأوا الفراغ بمجموعة من تقارير قطب التحقيق أكثر تخبطا من لجنة التحقيق .... وكأن موقع الأخبار وقطب التحقيق و الكتابة الانشائية المتحمسة ضد الرشوة وفساد نظام الحكم السابق .. كأن هذه العناصر أصبحت منهجا فى اسلوب المحاكمة والنتيحة النهائية لها لا يصدر بعدها تعقيب ولا استئناف رغم الزخاريف الموبوءة بالاخطاء .. ومن قبيل التبرير الجزئي والمرحلى لا من قبيل التفكير النظرى الاستراتيجي . هذا المنهج ساقط أمام الأحداث والوقائع ..فلو كان الرئيس الحالى قادم من السماء وليس هو الرجل الثاني فى العشرية لكنا تحدثنا باسلوب " الباحث" . ولكن هذا المنهج أعتمد البراغماتية ودعامته الأولى هي اعتماد التحقيق العشوائي معيارا للصواب والخطأ من وجهة نظر المتزلفبن القائمين على ادارة الملف. والدعامة الثانية هي اخضاع الأكاذيب أو الحقائق للمنفعة فكل ما هو مشوه - من وجهة نظرهم- صحيح بالضرورة.
لقد حدد غزوانى بكثير من التناقض تبريرا سياسيا قصير المدى تشكل اساسا من محتوى حسابات الرئيس السابق و افراد اسرته ثم لم يقدم لنا كشف حسابات الآخرين ونحن لا نطالبه بكشف حسابه ولا حساب افراد اسرته ولا حسابات الإسلام المتأسلم العابر للقارات . هذه الألاعيب لا يغفل عنها المواطن وهي التى تسبب بلبلة واسعة بين الجماهير والمراقبين الخارجيين . . وكأنها هي وحدها الشفيع المؤقت الذي يدفع صاحبه لمزيد من الترقب والانتظار !
ربما كان دخول المحامية اللبنانية سندريللا مرهج الساحة هو الذي اعطانا التفسيرات الاخلاقية لفساد المحاكمة وللتدليل على موضوعية الغائها القوانين قدمت ادلة واضحة.. و كان واضحا أن المحامية حين قالت :
أن الرئيس السابق سيكشف مصدر ثروته وثروة آخرين وستهتز "عروش" و"ووجوه" لها أفواه تأكل ولا تحكي !
كانت هذه رسالة إلى رأس النظام الحالى ولقد احس بثقل وطأتها فكان الجواب عاجلا وعن طريق موقع الأخبار الذى ما فتئ أن حصل على الخبر حتى بدأ يتلقفه بمزيد من الإبتهاج دونما أن يبسط أي تفكير لمجلدات تحتاج للحفر عند الجذور لمعرفة صياغتها وتوقيتها . ولكن هذا ليس من مهامهم فأكثر الحروب قذارة هي تلك الحرب التي تشنها انظمة الاستبداد عبر ماكنة الاخوان التى يديرها فقهاء السلاطين ومعهم قطيع المثقفين الذين تنحصر مهمتهم في استنساخ تجربة فرعون الذي استخف قومه فأطاعوه وهكذا يعمل اليوم كهنة معبد آمون وشبيحة القلم الرخيص على اختراع علم جديد هو هندسة الجهل وتجهيل القطيع من خلال نشر الخرافات !
Elghady Moulaye Ahmed