بنشاب : في شهر تتنزل فيه الرحمات، أوله رحمة ووسطه مغفرة وأخره عتق من النار يأبي القضاء الموريتاني أن يتوب ويكفر عن الذنب الذي اقترف في حق الرئيس الرمز السيد محمد ولد عبد العزيز الذي تكالب عليه الأعداء الحاقدون (الساسة والضباط الفاسدون) والمؤجورون الطامعون (القضاة والنواب المرتشون)، هذه المنظومة التي نخرت وخربت هذا الوطن المنكوب وحولته إلى جحيم لغير المنافقين أو من هم بكم عمي بفعل الخوف أو الطمع.
في موريتانيا مرت أجيال من القضاة سِمتهم وسَمْتهم الارتهان للسلطة والمال أجيال ضيعوا العدل وغمطوا الحقوق ومازالو على العهد سائرون إلا من رحم ربك.
هذا القضاء الفاسد الذي ينكل صباح مساء بحقوق الله والعباد صارت فضائحه على كل لسان، فها هو التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية يقيم بالحجة والدليل على فساده كل البراهين، وما ملف الرئيس الرمز السيد محمد ولد عبد العزيز إلا إحدى تجليات ذلك الجور وتلك العدالة العرجاء إذ لم تتريث النيابة العامة التي وضع الشارع والشرع على عاتقها الوقوف بالحق إلتماسا لإحقاقه والوقوف في وجه الظلم درء لضرره بالناس سواسية، ولم تتحرى العدل وضربت عرض الحائط بالقانون في ملف أسس على باطل وتم تكييفه على هوى زمرة من الحاقدين، بل إنها وثبت في حماس واندفاع مريب مستغلة القوة العامة مع تبييتها النية لإزهاق روح الدستور منتهكة حرمة مادته (93) بشكل فج ومعيب، في تماهي تام وتطبيق حرفي لتوجيهات سيدتها وزارة العدل (بالفال).
وتواصل الظلم وتمادى القاضي الواقف على أبواب جهنم الحائر في أي منها سيدخل وتم توقيف الرئيس الرمز في استثناء ظالم ظل هو القاعدة الثابتة الوحيدة في هذا الملف المفترى، وانطلق ماراتون التلفيق والتسريب والتشفي والتضييق، ولم يسلم منه حق ولا عرض، ودائما تحطمت كل تلك المؤامرات الدنيئة على صخرة الإرادة الصلبة لرجل ظهيره الله والحق والشعب.
وبعد حين تلاشى الزيف ولم يعد تحالف الشر يجد ما يواري به سوءته وهو يعجز اليوم تلو الآخر عن تسويق دعايته المغرضة ضد القائد الرمز السيد محمد ولد عبد العزيز، فقرر أهل الباطل مجتمعون الركون إلى الحل العبقري للطغاة والظالمين عبر التاريخ "السجن" سبيلا لوضع حد للتضامن الشعبي المتصاعد مع الرجل المغدور ولطمس تاريخه المأثور فلم يسعفهم التفكير وخذلهم التدبير وتعالت الأصوات المنددة بالخونة ومن سار في فلكهم من مرتزفة الإعلام والسياسة وسفهاء الرأي وعامة المنافقين وخاصتهم، فما زاد ذلك السيد محمد ولد عبد العزيز إلا عزا ونصرا وتمكينا له و لأنصاره الذين تعززت صفوفهم يوم بعد يوم بمهاجرين من ضيق الباطل والتزلف إلى مرابع الحق والوطنية.
إن سلب مواطن حر شريف حريته وحقوقه بحق القوة المسلطة على قضاء قضاته همتهم رواتبهم وامتيازاتهم لن يصمد سوى برهة أمام قوة الحق التي كتب الله لها في الآزل أن تدمغ الباطل في كل زمان ومكان.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: القضاة ثلاثة: "قاضيان في النار، وقاض في الجنة، قاض قضى بالهوى فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار، وقاض قضى بالحق فهو في الجنة".
وليعلم قضاتنا الواقف منهم والجالس، الحائر منهم والجائر أن باب التوبة يظل مفتوحا لمن أراد أن يظفر بالدارين ولا يغلق بإجماع العلماء إلا حين غرغرة أو عند طلوع الشمس من مغربها، وليحذروا قبل هذه وتلك من قصاص من يمهل ولا يهمل.