بنشاب/: علمت ببالغ الحزن وعميق الأسى برحيل الشيخ أحمد سالم ولد احمين سالم.
أحمد سالم رجل من أهل لكصر من جماعة الإمام الأكبر بداه ولد البصيري، جمع بين شرف عمارة المسجد والرباط فيه وخدمة المصلين وعابري السبيل، فكان من أوائل سدنة المسجد وآخر الراحلين أنفق أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة المسجد وجمع التبرعات لطلبة العلم وإعداد الإفطار للصائمين يعمل في صمت ويسعى بمجهود ذاتي لاتظله منظمة إنسانية ولا يتفيأ ظلال هيئة خيرية.
من العجيب أن نعيه أتاني وقد فرغت من قراءة سورة (هود) وكنت أثناء القراءة أتذكر الإمام الأكبر بداه ولد البصيري فقد كان له معها شأن عجيب كان يحبرها تحبيرا تقشعر منه جلود المصلين، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله.
كان طابعه الشخصي يحمل هذه الآية من سودة هود: (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
ولاتزال قراءته للآيتين بعدها في صلاة التراويح ملء سمعي: (وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ.
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)
في تحبير بديع وأغبّاد تنفطر له الأكباد في مقام اللين (چينه).
قال ابن عباس: ما نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم آية كانت أشق ولا أشد من قوله تعالى {فاستقم كما أمرت} ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه حين قالوا أسرع إليك الشيب قال: شيبتني هود.وأنا في تأملاتي وذكرياتي مع هود والإمام الأكبر وردني نعي الشيخ أحمد سالم ولد احمين سالم، فعجبت لهذه الصدفة العجيبة.
تغمد الله الإمام الأكبر بداه والشيخ أحمد سالم بواسع مغفرته وجمعهما في مستقر رحمته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ۚ وحسن أولئك رفيقا.
كامل الأسى
إكس ولد إكرك