لم تعتزل المعلومة بنت الميداح بمحض رغبتها، لكنها اعتزلت الأضواء حين عزلتها أكف المصفقين المنافقين لأنظمة الاستبداد و الظلم تملقا وتزلفا، بسبب مواقفها المعارضة.
كما قذفها الشعب _الذي ناضلت لأجله و حملت شعارات همومه_ إلى شوارع التجاهل، بعد عطاء عمر من التطوير لفنه و التعب على تسويق ثقافته، و الصدح بالحق في وجوه ظالميه..
الخذلان الذي تعرضت له الشيخة المعلومة هو نفس الخيبة التي كافأتم بها ذكرى ولد سميدع بالنسيان و جمال ولد الحسن بالتهميش و شهداء المقاومة بالتنكر..
هو نفس اللؤم الذي واجه به الشعب المرحوم المصطفى ولد بدر الدين و أحمد ولد داداه و محمد ولد مولود و ولد أمات في كل انتخابات خاضوا غمارها وهم يعولون على التضحيات التي قدموا لأجله..
فقد قدم هؤلاء زهرة شبابهم و مستقبلهم بكل ما تلقوا خلاله من تهميش و استهداف و جلد و سجن و تشويه و حرمان، وها أنتم اليوم تعيّرونهم بضآلة عدد المصوتين لهم، و تلومونهم على محاباتهم للنظام على حساب همومكم! لقد منحوكم أعمارهم فهدرتموها و لم تتلقفوها فدعوهم يستثمرون نهاياتها لصالحهم و صالح أبنائهم!
هذا الشعب الذي يخذل أبناءه المنافحين عن حقوقه و يستكثر عليهم مقاعد في البرلمان، ينتف بذور الوطنية من أعماق شبابه، فمالذي سيستفيده سجناء الرأي من الشباب، و سيدي ولد اكماش و الطالب عبد الودود و الحسن آب و أعضاء حركة كفانا و أعضاء جبهة التغيير وهم يحصدون اليوم المضايقات بشتى أنواعها مقابل توصيل رسائل المقصيين من هذا الشعب و المطالبة بتوفير ضروريات الحياة للجياع و المهمشين؟؟!!
لا شك أنهم في نهاية المطاف و بعد خمود نار الحماس و ذبول زهرة الشباب سيعتزلون يوما ما أو ينخرطون في صفوف المطبلين لكي تنكتوا عليهم و تتخذوا من ماضيهم النضالي خناجر بها تطعنون في وطنيتهم و مصداقية خطابهم!