بنشاب : انفتح فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني على الشعب الموريتاني بمختلف طيفه السياسي بداية موسم انفتاح دشنه فاتح مارس 2019، قدم خلاله الكثير من الآمال أشفعها بموسوعة التعهدات.. فبقي الرئيس المنفتح حتى بعد مائة يوم من حكمه…
بعد ذاك دخل فترة صمت مطبق تبعه حجز منزلي بسبب جائحة كورونا، لحق ذلك تحليق افتراضي على اجنحة الوكالة الموريتانية للأنباء في عناوين الاقلاع الاقتصادي بآلاف المليارات و عشرات الشعارات الفارغة…
لم ينزل فخامة الرئيس من مركبة صمته واعتزاله الشأن العام _كما لو كان شاعرا أو مدونا_ إلا وهو مقطب الوجه حسب عناوين إعلامه، فأعلنوه الرئيس الغاضب من كل شيء، المتذمر من فريقه و المتوعد لوزرائه و أعوانه، سُوق ذلك الغضب على أنه اسفنجة تلميع ستمحو عار الفساد و تنقي انعكاس بركة الركود، كانت حينها قد بدأت بعض أطراف صورة التضليل الشمعية تذوب، وتتبدى حقيقة ثقب الفراغ القابع خلفها..
تواصل الغضب في عدة فصول من مسرحية المأمورية، حتى زارت غيمة الصمت مرة أخرى فخامة الرئيس، فعاد الحديث عن مرضه شفاه الله للتغطية على غيابه _لكي لا نقول هروبه_ عن الواجهة في ظروف حاسمة وحساسة كمرض الرئيس السابق مثالا لا حصرا…
وكان المنافقون و المطبلون في كل مرة يسوقون ألقاب فخامته و تقلبات صورته، فبعد المنفتح أشادوا بعمل الرئيس في صمت و بالإنجازات العملاقة التي حققها دون ضجيج..
وحين أقلع نحتوا له أجنحة من نور رفعت البلد من دار البوار و الفقر إلى عنان سماء الازدهار الاقتصادي و التطور التسييري، و حين قرر المخرج تقديم الرئيس في دور الغاضب انقلبوا على اعقابهم يلعنون الفريق الذي كانوا يوهموننا بأن الرئيس أقلع بنا بواسطة جهوده، و غيروا ألوان خلفية التملق ليكون الرئيس وحده البريء من كل ذلك الخراب، و الفريق الحكومي هو الآثم الأكبر..
اليوم نحن في مرحلة تسويق دور جديد للرئيس، وهو الرئيس الناقد و المعارض و الخطاب، فكل مقدرات البلد و جهود آلاف الموظفين موجهة باتجاه تسويق وشرح خطابات الرئيس الذي صمت طويلا البارحة ليصبح اليوم خطيبا!
أما الانجازات فمحصورة كما تعرفون في تحريك بخّارة ملف العشرية كلما بدأت روائح الفشل تزكم أنوف الشعب، و وكز المؤخرات السمينة لينافيخ الحقد على الرئيس السابق أملا في أن يساعد طفوها على السطح في تغطية نفايات القاع، و ليبعث سمها الدلافين الشامخة على الانتشاء تحت مظلات المجد...
وطبعا في الجزء الثاني من عروض سرك النظام الحالي تكون التدشينات محصورة في إنجازات العشرية وذلك كلما حان وقت جلسة التصوير الروتينية للرئيس الخطاب رضي الله عنا وعنه!
تماما كالانجاز الذي يشيدون به اليوم في قصر المؤتمرات، فالمدرسة الوطنية للإدارة ما هي إلا إحدى إنجازات العشرية التي يمثل انتخاب فخامة الرئيس الحالي أحد تجليات فسادها و فشلها.
منصة #كواليس#