بنشاب : لا يخفى على غير العاقل، فما بالك بالعاقل، أن بيان النيابة، هو محاولة لصرف النظر عما نعانيه من إخفاق وعدم توفيق بمعنى الفشل في تسيير شؤون البلد، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وحتى أخلاقيا تجاه شعبنا وضحاياه وهمومه ومتطلباته ... فإن كان في سجن عزيز ما يخفف وطأة ذلك الهم والوجع على الشعب، لا على زمر النفاق والتملق، فاسجنوه، فما وجد عزيز إلا للشعب ومن اجل الشعب وكان لذلك وفيا كما تعلمون.
لقد كان بيان النيابة مهزلة متهاوية ومتهافتة، يكشف ما تستبطن الحكومة - بسلطتيها التشريعية والتنفيذية - من استهداف الرئيس السابق عزيز بكل وقاحة وجهالة، ودوس على قيم القانون واصوله وأدبياته، السجن سنة كاملة لرئيس بحجم عزيز، بعد اليأس من إثبات ما تكن صدورهم، وتعجز عنه مكائدهم، فقط، بحجة عدم التوقيع، وقد رجع القائد يومها من أمام مبنى إدارة الأمن احتجاجا على ما لاقاه ولاقاه مناصروه من إهانة وتنكيل وضرب وسحل من الشرطة إذ تعمدوا - وكنت قربه - ضرب ابنه حمزه فضلا عن ضرب البنات والأخوات بين عينيه وقذف المناصرين بمسيلات الدموع، بأفعال تحمل صبغة من الاستفزاز والإثارة، ما كان للنظام ولا لأمنه ولا لقضائه أن يمارسها بهذا الانحطاط والتناهي في السفالة ... صحيح، كان على الرئيس عزيز حفظه الله أن يمتص تلك المشاغبات المصطنعة من الشرطة، ويمضي مهانا للتوقيع تجنبا لرد فعل قطب التحقيق الجاهز والمبرم بليل، وسد الطريق أمام تصرفاتهم الاستفزازية، لكن يأبى الكريم استعارة طبع ليس على مقاسه خلاف لما صار شائعا من التملق والنفاق واظهار ما ليس بالخفاء من ود وابتسام وعهد وإحسان.