بنشاب : بعد انقضاء أيام العزاء في ظل عار الصمت الرسمي، وبعد كسر المعلومات لبيضة التعتيم و التمويه، وخروج الحقيقة بجسمها العاري المضرج بدماء الغدر و الاهمال و التقصير و الهوان، نطقت أخيرا حسابات النظام على منصات التواصل الاجتماعي ببيان هزيل، مرتعش، ضبابي المعطيات، غائر الملامح، فقير المعنى ضعيف المبنى، في انتظار أن يطل علينا به الناطق الرسمي باسم الحكومة بعد يومين وقد اكتمل تلحينه بنبرات صوته الشجي، ليتم توزيعه على أعرشة نقاط الإعلام الرسمي!
ومن تحت الطاولة سيسرب غضب الرئيس و سيرسم الجواسيس عقدة حاجبيه على أرصفة أذهان الناس، لينظم الحزب الحاكم و أذنابه الاعلامية رقصات جماعية على أنغام أغنية:
يا عاقد الحاجبين
على الجبينِ اللجين
إن كنت تقصد قتلي
قتلتني مرتين
….
تبدو كأنْ لا تَرَانِي
ومِلْءُ عينِكَ عيني
ومثل فعلك فعلي
وَيْلِي من الأحْمَقَين
بينما يتم قمعُ الأهالي المفجوعين على الحدود، معنويا و تهديدهم عن طريق أعلى السلطات الإدارية عبر الصوتيات الواتسابية والاجتماعات، إن هم عبروا عن آلامهم من ذبح أولادهم أو عن خيبتهم من صمت دولتهم !!
لو كان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز رئيسا لأقامت المعارضة الدنيا ولم تقعدها و لملأت البر نعالا حتى إذا ضاق عنها ملأت البحر لعابا ودموعا، لكن مائدة الإجماع أسكتت صرير الأمعاء و أخرست خلاخل رواد ساحة ابن عباس!