بنشاب : يعاني المواطن الموريتاني اليوم شتى صنوف التهميش و الغبن و سوء الحال...
فمنذ أزيد من سنتين و البلاد تغرق في وحل و مستنقع الجريمة بشتى صنوفها و تردي الأوضاع المعيشية من غلاء في المعيشة و ارتفاع للأسعار و دون أن يلوح في الأفق أي أمل لتراجع هذا الوضع المأساوي، بل هناك من يتهم الوزارة الى التغاضي أو حتى المشاركة في ترك حبل القارب للتجار و فعل ما يحلو لهم.
أما تراجع الحريات و تكميم الأفواه و مصادرة الآراء و التنكيل بالمحتجين و انحصار دور الإعلام في التطبيل(الإعلام النفعي و دخل شي)فحدث و لا حرج...
الأمن و عمليات السطو و الحرابة و القتل بل تعدى الحال الى عمليات الإنتحار و التي ليس لها من تفسير حسب مراقبين و مختصين غير سبب واحد و واحد فقط و هو فقدان الأمل و ظلامية المستقبل أمام هذه الفئة من شبابنا و التي أصبحت ما بين حامل شهادة عاطل أو من لم يدخل المدرسة أصلا و لم تتح له فرصة تحصيل ، و لا مساعدة من الدولة تمنعه من الإنحراف الى أوكار المخدرات و الرذيلة ضف الى ذلك هشاشة فئات عريضة من مجتمعنا المغلوب على أمره، ما دفع بالعديد من أبناء هذه الطبقات المهمشة الى اللجوء لدول الجوار بحثا عن لقمة عيش كريم ليجدوا أنفسهم بين غياب حماية من بلدهم و أمنه و انعدامه وسط انتشار منظمات التهريب و الإرهاب و انتشار القتل بدم بارد راح العديد من هؤلاء المواطنين ضحيته...
بلد غني و شعب فقير آخر ما تم الإعلان عنه إعتبار بلادنا و تصنيفها ضمن خمس دول مهددة بالمجاعة...(تقرير لبرنامج الغذاء العالمي) نشر قبل أيام......
أيعقل أن يكون بلد كموريتانيا حباه الله بثروات: شواطئ من أغنى شواطئ العالم بأنواع السمك و أصنافه، معادن من أجود عينات الحديد و أخرى من الذهب و النحاس و الفسفاط و (الغاز على الأبواب)و ثروة حيوانية معتبرة (الثانية بعد السودان من حيث الرؤوس) البقر و الغنم و الإبل...و يكون مهدد بالجوع، أي مفارقة... !!!!!!
أي نظام و أي حكومات و أي تسيير هذا....!!!؟
طبعا سوء التسيير و الغبن و التهميش و انعدام الحكامة و انتشار المحسوبية و الزبونية و التملق كلها عوامل تنضاف الى غياب وجود رأس يدير بحزم و صرامة دفة هذه البلاد....
فالله الله يا حاكم و يا حكومة و يا (معارضة....!!!)،...
تداركو الموقف قبل فوات الأوان ان كان حتى في الوقت بقية، فالسفينة تغرق و لن ينجو أحد...