بنشاب : ظل الرئيس السابق طيلة فترة حكمه نموذجا متقدما لفكرة رجل الدولة، الذي يرتقي فوق المصالح الضيقة بما لديه من رؤية واسعة الأفق بعيدة المدى لمصالح البلاد والعباد، وبما يملكه من حنكة أهلته لإدارة دفة الأمور في الداخل والخارج، ومهارات التوازن وإدارة العلاقات السياسية بشكل آمن مكنه من حفظ الأمن والاستقرار دون أن يضحي بالحريات العامة، إلى أن تنازل عن السلطة طواعية، لتحدث بعد ذلك فتنة المرجعية وما تلاها من استهداف وشيطنة انتهت بسجنه بين أربعة جدران لما يزيد على ستة أشهر، لم يلتق خلالها أحدا ولم ينسق مع أي كان لاصدار بيانات تحمل طابعا قبليا رخيصا، وما كان الرئيس السابق قبليا وما ينبغي له، و رغم كل الضجيج، لن تغتال عتمة الليل تفاصيل النهار.
سيكتب التاريخ اسم عزيز في سفر الخالدين بمداد من نور، فليصدر من يشاء بيانات الولاءات القبلية المقيتة لفلان أو علّان، فستبقى مجرد نقش على الماء لا تعني الرئيس السابق في شيء، لأنها ببساطة تتناقض مع قيّمه ومُثله وأفكاره التي يؤمن بها كرجل دولة وكقائد سياسي محنّك، حكم البلاد في مأموريتين أنجز فيهما ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وتنازل عن السلطة طواعية كتتويج للمسار الديموقراطي الذي اختاره للبلد الذي آمن به وخدمه بتفان وإخلاص، ليبقى حاضرا في ذاكرته الجمعية كزعيم سياسي ما أراد ذلك، ولتبقى مرحلة حكمه فصولا كاملة نقشت في تاريخ البلد يستحيل أنْ تمّحي بجرة هرطقة أو بيان !
المدون و الناشط / بشير بيادة