منيت ديبلوماسيتنا بهزيمة مهينة قبل انتهاء السنة وراهنت على أن الأمر سيبقى سرا وذلك أثناء إنتخاب أعضاء لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي يوم ١٢ نفمبر الماضي حيث كان التنافس يجري على تسعة مقاعد للدول الإفريقية لا يتطلب النجاح فيها أكثر من الوصول ضمن الدول التسعة الأكثر أصواتا. بطبيعة الحال نجح مرشحو المغرب والجزائر والسنغال وكوت ديفوار وحتى السيراليون وبوركينا فاسو نجحوا. بعض هؤلاء المرشحين أعيد انتخابه للمرة الثالثة والرابعة..وحدها موريتانيا فشلت ..ينضاف إليها السودان وزامبيا وهي دول نعرف الصعوبات التي تعاني منها حاليا.
وجه آخر لهذه الفضيحة هو أن حرب الوساطات الموريتانية الداخلية انتقلت بقضها وقضيضها إلى الأمم المتحدة..إذ من المعروف أن كل دولة لاتقدم إلاّ مرشحا واحدا إذ لايمكنها الحصول على أكثر من مقعد ولا يتصور أن تطلب من الأجانب أن يختاروا بين اثنين من أبنائها...وهكذا أرسلت موريتانيا اسم الأستاذ الجامعي علي فال من جهة..وأرسلت كذلك إسم محمد يسلم محمد الأمين..هو على الغالب محامي لا علاقة له بالقانون الدولي ولكن لعل وساطته أرادت هزيمة المرشح الرسمي..بعد أن أشارت عليهم الأمم المتحدة باعتماد مرشح واحد، قرروا في النهاية الزج بعلي فال الذي لم يحالفه الحظ..وبقيت الفضيحتان في أرشيف الأمم المتحدة إذ ظهر اسم المرشح محمد يسلم بصفر من الأصوات في وثيقة النتائج النهائية مع إشارة إلى أن ترشيحه سحب قبل التصويت، واسم على فال مع إشارة إلى أنه "لم ينتخب"... حتى ديبلوماسية بوركينا فاسو أقوى منا!.
-------------
بنشاب ع/ ح. الداه يعقوب