عودنا حزب الاتحاد من أجل المرجعية على تبنيه القهري لخطاب كل رئيس للجمهورية يتمتع بكامل سلطته، ومهما كانت مضامينه، وعلى اختلاف الفترات ومر الأزمنة.
فالعقيدة الحزبية لحزب السلطة في بلادنا، تفرض عقد قيادات الحزب لاجتماعات تثمينية و تسيير لجان تسويقية إلى الداخل لشرح الخطاب و التغني به، ترى مالذي يؤخر تثمين الحزب لاعترافات الرئيس المتتالية بفشل نظامه و قصور جهود حكوماته؟
والحقيقة أن المنتقد للحكومة و النظام و الأوضاع المزرية التي يمر بها البلد و المعترف بالفشل الذريع للنظام، لو كان غير الجالس على كرسي الحكم لثارت هيئات الحزب و رجمته بالبيانات التي تمجد الإنجازات الوهمية له ولحكومته.
و لخرجت كتيبة البرلمان من بركة التضليل ونفضت فروها المبلل على وجوه المنتقدين، و لباشر الجميع لعق فشل الحكومة و النباح دونه، ففي هذا فحسب انحصر عمل الأغلبية الحاكمة في بلادنا، منذ ضربت عاصفة النفاق ربوع المنطقة مع بزوغ فجر الانحطاط في يوم نحسٍ مستمر.
من المؤسف أن امتعاض فخامة الرئيس و غضبه من فشل نظامه لم يعد يرعب المسؤولين ولا يفرح المواطنين، لتكراره دون انعكاس آثار إصلاحية_تغييرية على مسرح الواقع، كما أن المرة الوحيدة التي وجه اللوم فيها لأركان نظامه وأرفق ذلك بمحاولة تأثير عبر اتخاذ إجراءات عاجلة، لجأ فيها إلى نهج العشرية و عاد إلى رشد التسيير، فأمر بتوقيف سيارات الدولة عن التجول خارج أوقات العمل، ومغازلة الشباب بورود مشاريع العشرية: تنظيم نسخة عرجاء من لقاء الشباب ونسخة اخطبوطية من مهرجان المدن القديمة، ثم قفزت المفتشية العامة للدولة إلى ذهنه، ومورست حركات خفة أنيقة للفت انتباه شعب واجم يأكل أظافر حقه في التعبير حسرة…
لقد وضع ولد الغزواني تعهداته على النهايات العصبية لإنجازات العشرية و صرح بذلك طوال جولاته الانتخابية الماضية وعلى أساس ذلك حظيت تعهداته بمصداقية أكدتها تزكية الرئيس السابق له ولبرنامجه، لكن فرقة التأزيم أخذتها نشوة الإقلاع الكاذب نحو الدوران حول سرابات الوهم، فأعلنوا القطيعة مع العشرية و لعنوا مشاريعها وانجازاتها و تبرؤوا من مجدها و أنكروا فضلها عليهم و على الذين من فوقهم، فساروا في ملاحقة تعهدات بتراء، فكانوا كلما توهموا الإمساك بذيلها دشنوا أحد مشاريع العشرية أو غيروا اسم أحد انجازاتها..
فصار النهج الفتق السري للتعهدات، إن قاطعته ماتت و إن واصلته تموت.