تحية ملؤها الحب والوفاء والاخلاص ازفها الى من للقصد عنده معنى ومن يقيم لهذا الشعب وزنا أما بعد، تطل عليناالذكرى الواحدة والستون لعيد الاستقلال الوطني، الاستعدادات جارية على قدم وساق، كل يريد الاحتفال على طريقته فهي مناسبة للفرح والاحتفاء، وقد راى عليةُ القوم أن يقيموا حفلا باذخا في باحة القصر نيابة عن الجميع، أما الشجاعة والمروءة والشهامة والحزم والعزم والإباء والإقدام والوطنية ونظيراتها فقد آثروا دون مساومة ان يكون احتفالهم من داخل أسوار السجن الى جانبكم حيث يتم رفع العلم وعزف النشيد الوطني بمعيةكوكبة من فرسان المقاومة في حفل مهيب يليق بمقامكم العالى، تحجز فيه المقاعد الامامية لأبطال الشباب من نزلاء السجون الذين ضحوا في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب من حرية و مساواة وعيش كريم واما الأمانة والعهد فقد اختلفا، اذ راى العهد ضرورة تصدره باحة القصر الرمادي ليكون حضوره لافتا حتى يذكر الذين اتخذوه جسرا بمسؤولياتهم وليكون رقيبا على الجميع، ورات الأمانة أن تبقى داخل السجن في عنقك، أما الوفاء فقد حسم أمره في إقامة حفل بهيج على شرف كل مجانين الوطن عرفانا بالجميل يوم احتضنوه وظل تاجا فوق رؤوسهم أيام زوبعة المرجعية وما تلاها من شد وجذب، ويصر هؤلاء أن يكون الحفل صاخبا وان يستمر الرقص حتى الصباح. ويبدو أن خلافات بدأت تطفو على السطح بين زعماء الأغلبية والمعارضة، اذ يرى بعضهم ان نحتفل على الطريقة التركية فيما يرى آخرون ان يكون الإحتفال على الطريقة المصرية أو الليبية في عهدي جمال عبد الناصر والقذافي أو لا يكون، بينما يرى البعض الآخر إن كان لابد من الإحتفال، فالأنسب أن يكون على الطريقة الصينية او السوفيتية وإلا فلا مدعاة للإحتفال أصلا فالإستقلال لايزال مجرد مشروع، ليعلو صوت جهوري فوق الجَلَبة: واين نحن الموريتانون من كل هذا؟!.
لكن تدخل رئيس الجمهورية كان حاسما هذه المرة حين خطب فيهم ، ولماذا كل هذا الضجيج ثم لماذا الإصرار دائما على الإختلاف؟، لقد ضحيت بكل شيء من أجل أن لا نختلف، ضحيت برفيق الدرب والسلاح من أجل ان لا نختلف ،ضحيت حتى بصلاحياتي ومكانتي كرئيس للجمهورية من أجل أن لا نختلف، وفوق كل هذا ضحيت بحقوق شعب كامل من تعليم وصحة وحرية وحق في العيش الكريم من أجل ان لا نختلف ومع كل ما ورد، لا زلتم مصرين على الإختلاف!.
كل هذ الوطن رخيص في سبيل أن لا نختلف وكان يشير إليَّ بأصبعه، لا مكان للثوابت الوطنية إن كان الامر سيجر للاختلاف، وليحتفل كل واحد كما يريد، موريتانيا تسع الجميع....
وجموا جميعا ولعلهم فهموا أنه الخطاب المنتظر، وعليه فلا مدعاة لخطاب بعد اليوم بمناسبة عيد الاستقلال.