بنشاب/: عندما التقيت الرئيس محمد ولد عبد العزيز في القصر الجمهوريّ المُتواضع الأثاث، والخالِ من الحرّاس تقريبًا، ودون أيّ تدقيق أو تفتيش، باستثناء سؤال عابر لسائق السيارة التي نقلتني إلى الباب الرئيسي، سألت الرئيس كيف فعلتها، وقرّرت إغلاق السّفارة الإسرائيليّة، قال الأمر بسيط، كنت أشاهد بعض لقطات من الدمار الذي نتج عن القصف الإسرائيليّ لقِطاع غزة أثناء عدوان 2008 ولفت نظري صورة طفل صغير استشهد والديه وجميع أشقائه وشقيقاته، ووقف تائهًا فوق أنقاض منزله، هزّني هذا المنظر وأغضبني، فاتّخذت قرار طرد السفير الإسرائيلي فورًا وإغلاق سفارته، رغم أن بعض القادة العرب، نصحني “بتجميد” العلاقات وليس قطعها تجنّبًا للغضبين الأمريكيّ والإسرائيليّ، ولكنّني لم أفعل (ذكر اسم أمير خليجي).
الأكثر من ذلك، والكلام ما زال للرئيس بن عبد العزيز “قرّرت إرسال البلدوزارات لتجريف مقر السفارة، بالطريقة نفسها التي تقوم بها الجرافات الإسرائيليّة بتجريف منازل المُجاهدين الفِلسطينيين الشّهداء في الأراضي المحتلة حتى لا تبقى لها أثر، ونمحو هذه المرحلة المُخجِلة من تاريخنا”.
في الموضوع نفسه، أكّد لي الرئيس الموريتاني أن السفير الأمريكي في نواكشوط كان أكثر غضبًا من السفير الإسرائيليّ عندما سمع بقرار اغلاق السفارة الإسرائيليّة، وقال لي بالحرف الواحد “إن وجود السفارة الإسرائيليّة في موريتانيا أكثر أهميّة بالنّسبة لنا من وجود السفارة الأمريكيّة”، وأضاف الرئيس “أن كل ضغوطه وتهديداته بثنينا عن هذا القرار باءت بالفشل”.
#عبد_الباري_عطوان